دعونا من هذا الغث..تعبنا!
عبد الناصر الهلالي

عبد الناصر الهلالي –
(تغيرات وشيكة في الحكومة..الجوف ينام على بحيرة نفط..تغيير في عدد من المحافظين..خلافات يمنية سعودية..شوقي هائل يقدم استقالته..الرئيس يقنع بيت هائل بسحب الاستقالة..على محسن يرفض القرارات الرئاسية.. رئيس الحكومة يغادر البلد’ويرفض العودة..الزعيم يتلقى دعوة لدراسة الملف السوري وسيخلف الأخضر الإبراهيمي ووووو)…..أخبار لا تعد’ولا تحصى تبثها مواقع تفرز سموم الحقد على هذا البلد من خلال تلك الأكاذيب التي لا علاقة لها بالحقيقة..صباح مساء والأخبار المفبركة تملىء صفحات فيس بوك’وتويتر’ومواقع بمسميات مختلفة..لم نكن نعرف عنها شيئا قبل حين من الدهر..الضوابط التي يجب أن تنظم الإعلام الالكتروني حتى اللحظة غير موجودة’ولا ندري ما دور وزارة الإعلام في هذا الجانب’وكيف تسمح لهذه المواقع تظليل الرأي العام’واللعب بمشاعره على غير هدي’وذبحه على الطريقة المجوسية..الصحف الأهلية تحديدا هي الأخرى تخرج صباحا بمنشيات (حنانة طنانة)’وحين تقلب صفحاتها تتمنى لو أنك تجد جملة من ذلك (المني شيت)..من أين(مشعوا) ذلك الخبر الذي كسر الدنيا حسب وصفهم الدائم لما يكتبون¿ ..الله أعلم..الرحمة بهذا المجتمع(المجعوث) خفوا عليه ..لم يعد فيه طاقة على تحمل البؤس’والغثاء المنشور في صحفكم’ومواقعكم العابثة بحياتهم..صدقوني هذه ليست الصحافة التي يريدها الناس’وليست الحقيقة التي يجب أن تكون فيها ‘وتفيدهم..الصحافة تعني نقل الحقيقة’وتحري المعلومة المنشورة’والتزام الحياد ما أمكن ذلك’وقبل ذلك تنوير للمجتمع’وليس تظليلا له..الناس بحاجة إلى من يخفف عنهم وطأة الحياة’وليس من يذهب بهم بعيدا أكثر مما يحلمون’أو يدخلهم في خرم الإبرة..الذي يفقدون بداخله الأمل في الحياة ..الأمل في بناء وطن يتسع لجميع أبنائه..الأمل في غد نرجو أن يكون أفضل..دعونا من العمل الموجه الذي تموله أياد تعبث بالبلاد ‘وتعبث بمقدراته’وتهدر طاقات البشر فيه..دعونا من هذا كله ..وكونوا واقعيين ولو مرة واحدة في حياتكم المنهية..ولذا فإن التعويل اليوم يقع على الإعلام الرسمي..هذا الإعلام يجب أن يكون البديل الأفضل في ظل هذا الغثاء المنشور’والمبثوث..المطلوب من الإعلام الرسمي'(وهي فرصة على كل حال لن تعوض إذا ما أخذ بناصيتها’وعمل بجد في تقديم المعلومة الصحيحة للناس ‘ولزم الحياد’وحول توجهاته من الاهتمام بالرسمي إلى قضايا الناس).. المطلوب رفع مستوى ما ينشر وتحري الصدق..بالفعل سيكون البديل الثقة الذي لا يجدها القارئ حتى اللحظة..أمامه فرصة يجب ألا يضيعها’وأمام وزارة الإعلام مهمة يجب القيام بها ‘وهو تنظيم عمل المواقع الالكترونية’ورسم سياسة واضحة لا أعني هنا تكبيل حريتها وملاحقة صحفييها’ولكن منع تظليل الرأي العام هذا سيكفي الناس عناء ما يقرأون.
