عبد الله عبدان !
عبد الرحمن بجاش
عبد الرحمن بجاش –
إذا سئلت عن أجمل وابلغ كلمة قيلت في اليوم الأول حوار وطني .. فسأقول بدون أدنى تردد: كلمة نعمان قائد الحذيفي ممثل (المهمشين) الوحيد في ظلم يتكرر للمرة الـ1300 في 1300 سنة تحملونا فيها! وفي الأخير لم نتحمل واحدا فيهم يخطب فينا, بينما ظللنا نصرخ في وجوههم ذلك العدد الكبير من السنين وفي الأخير يختار ممثلا لـ 3 مليون مواطن من (المهمشين) ولأننا لا نواجه مشاكلنا مواجهة مباشرة ها نحن نلتوي على ما هو قائم في الواقع ونسميهم (مهمشين ) وليس أخداما وهو ما نتداوله في الواقع صباح مساء والحق أقول أن علينا أن نسمي الأمور بمسمياتها ولا نغالط أنفسنا وحين نقوم بذلك فلا بد أن نتعامل مع ما يستحي الحذيفي أن يقوله وليس عيبا أن يقال لإنسان خادم ونعمل بصدق ومن مناهجنا على تحويل التسمية إلى إنسان كامل شروط الإنسانية, فالخادم بشر وعليه كالقيرعي ألا يستحي ويسمي الأمور بمسمياتها وألا يصدق القبائل حين يجاملونهم فنحن مغالطون من أولنا إلى آخرنا .
في ركن ديوان بيتي صورة لذلك البحار من كان يسمي نفسه حين يرسل برقياته إلى الإمام (شيخ مشائخ الجنس الأسود) أي فئة الأخدام ليلفت انتباهه ويحصل على بعض الحبوب سنة الجوع وكنت حين تشير إلى الأمر: يا عم عبدالله لماذا لا تتركنا نقبل يدك عند السلام مثلما تقبل أيدينا يقول لك (مش وقته) فقد كان يدرك أن المسألة مسالة وقت مرتبطة بالتطور العام للمجتمع وقد اطلق الصرخة التي اطلقها الحذيفي الآن في العام 63 حين اختاره مشائخ الحجرية ليذهب بتبرعات المنطقة إلى السلال في صنعاء وهذا ما كان وحين سأله من يسجل الأسماء في القصر الجمهوري : وأنت شيخ اينه¿ لم يتردد في القول : شيخ مشائخ الحجرية ليذاع اسمه وصفته في الإذاعة, ليجن جنون مشائخها ويقرروا (اعدامه) قال لي عدت إلى منزل والدك في تعز وحين هم بالصراخ في وجهه باشره هكذا ( تحملناكم طول أعمارنا ولم تتحملونا أسبوعا واحدا )! وبقية الحكاية يعرفها كثيرون .
عبد الله عبدان بحار ما رسيليا رحمه الله دفع بأولاده إلى المدارس والجامعات وحين سافر حفيداه إلى دمشق أرسل لي يقول: لم يبق بيننا وبينكم سوى شبر!.
رحمه الله ذهب وفي رأسه ألف حكاية وحكاية امتدت طوال 116 عاما عاشها وكان برغم فارق السن صديقي وحفيدتاه كل جمعة الآن تأتيان إلى بيتي فارعاهما كابنتي وهن جامعيات وأناقش معهن ما يغالط الآخرين في مناقشته, السؤال: أين منظمات المجتمع المدني ومنظمات المرأة من يزايدون في الأمر من اجل المنظمات الخارجية, أما في الحقيقة والواقع فهم يتأففون من الأخدام فيسمونهم (مهمشين) ليرضوا عقدهم بالايهام أنهم يتعاملون مع فئة أرقى يعلم أخدامها حقيقة الأمر!, قولوا أخدام لنركن أنكم خطوتم الخطوة الأولى نحو اعتبار الناس بشرا مثلنا لا فرق إلا ………