عمال يشكون الخصميات وآخرون لا يعرفون سوى المسمى

تحقيقصفوان الفائشي


تحقيق/صفوان الفائشي –
,حقوقيون : لا مبرر للتعسفات بحق العاملين .. وأصل المشكلة الجهل بالقوانين
, وزارة العمل : لا نستطيع إلزام رب العمل بتنفيذ إجراء معين لأننا لسنا جهة ضبط ودورنا يقتصر على الإشراف والتنسيق
احتفلت اليمن والعالم في الأول من مايو بعيد العمال العالمي الذي يأتي كعرفان من العالم بدور العامل في التشييد والتطوير والنهضة.
وفي هذا اليوم من كل عام تبرز أوضاع العمال كقضية حقوقية وإنسانية وكقضية يجب التوقف أمامها باعتبارها تمس أكبر وأكثر شرائح المجتمع إنتاجا وخدمة له.
عيد العمال ورغم مسماه الذي يعني بأنه يوم للراحة والاستجمام والتقاط الأنفاس هو لدى كثير من قطاعات العمل في بلادنا خصوصا منها القطاع الخاص يوم عمل مثله مثل بقية الأيام الأخرى.
التقينا كثيرا من العاملين خصوصا في القطاع الخاص فوجدنا كثيرا منهم لايعرف عن هذا العيد فيما البعض قال إن هذا العيد عند الموظفين الحكوميين وآخرين أكدوا أنه مثل أي يوم.
«الثورة» ناقشت القضية مع عدد من العمال واستمعت للرأي القانوني في هذا وموقف وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل من قضايا العمال ودورها في الدفاع عن حقوقهم في التحقيق التالي:
علي سعيد علي من مديرية وصاب بمحافظة ذمار ويعمل في إحدى «البوفيهات» بمنطقة الحصبة بأمانة العاصمة يقول : عن عيد العمال «لم أسمع عن هذا العيد ولا اعلم متى يأتي ومتى يكون وأتمنى أن يكون حقيقا».
وأضاف : أنا لو تغيبت عن العمل في هذا اليوم والذي هو الأول من مايو ولو بسبب مرض فإنه يخصم من مرتبي ولا أتذكر اني عرفت إجازة سواء في يوم جمعة أو في أي مناسبة من المناسبات الوطنية بل دائما أعمل وإذا تغيبت يتم الخصم مباشرة مع أن راتبي لا يتجاوز الـ (25) ألف ريال وأنا أعمل في هذه المهنة منذ خمس سنوات وكل يوم أغيب فيه يخصم من مرتبي فأين هو العيد الذي تتحدث عنه.
عيد العمال ليس لنا
{ أما ياسين علي أحمد ثابت يعمل في مطعم يقول : «أنا أعمل منذ 6سنوات ولم يصادف يوم من الأيام أن غبت ولم يتم الخصم من مرتبي وبالتالي نحن هنا لا نعرف متى تأتي الجمعة إلا عندما نذهب للصلاة ونعود للعمل كما لا نعرف متى يأتي عيد العمال وهو يوم مثل أي يوم كيف سيفرح العمال بعيدهم وأكثرهم يجلس في حراج العمال من الفجر حتى الظهر بدون عمل».
عبدالله الريمي يعمل نجارا ويعول 6 أطفال عندما سألته عن عيد العمال أجاب مستغربا : «متى يجيء عيد العمال¿ أنا أسمع عنه في وسائل الاعلام وهذا العيد يمكن لأصحاب المصانع والشركات أما نحن دائما في الحراج عيدنا يوم نحصل عمل أما الآن فنحن معيدين كل يوم وأنت شاهدت الحراج كيف إذا جاء من يريد عامل نقفز نحوه نشتي نعمل”.
وتمنى الريمي أن يصبح عيد العمال بالنسبة له ولغيره عيدا حقيقيا وأن تشكل هذه الأعياد بشارة خير للعمال في أن يجد كل واحد منهم عملا يمكنه من تحسين ظروفه المعيشية حينها سيكون للعيد طعم وسيحتفلون كلهم بهذا العيد أما الآن فلا.
حمدي عبدالله ناجي المخلافي عامل إلتقيناه في جولة النصر بأمانة العاصمة في تجمع للعمال سألناه ماذا يمثل لك عيد العمال أجاب : يوم مثل أي يوم أخر شوف الحراج مليان عمال بدون عمل شوف أشكالهم وحالتهم كل ما يريدون هو الحصول على عمل ولا يهمهم إن كان هذا اليوم عيد عمال أو غيره.
وأضاف : أتمنى أن يأتي ما يسمى بعيد العمال ولا في واحد في الحراج وكل الناس يشتغلون وأطالب الدولة أن تعمل على ترخيص أسعار مواد البناء وان تستقر البلاد بحيث تتوفر فرص عمل للناس الناس حالتهم سيئة للغاية والأوضاع في تدهور.
أما محمد عبدالله يعمل في سوبر ماركت فيوضح «أنهم كعمال لا يحصلون على أي امتيازات ولا يعرفون متى يأتي عيد العمال وبالتالي يطالب الجهات المعنية بالالتفات إليهم وإلزام أرباب العمل بإنصافهم ومنحهم كافة الحقوق خصوصا وأنهم يعملون أكثر من 12 ساعة وهم الشريحة الأكثر تضررا من أي ارتفاعات سعرية أو أزمات اقتصادية ناهيك عن انهم يتقاضون مرتبات لا تلبي أدنى متطلبات العيش الكريم ولكنهم يفضلونها بدلا من الانضمام إلى ركب البطالة وتحمل المزيد من الديون.
من جانبه يقول محفوظ هزاع الشيباني يعمل في أحد المطاعم الكبيرة بشارع الدول العربية : نحن لم نسمع عن هذا العيد إلا منك ورغم أن عددنا في هذا المطعم يزيد عن 40 عاملا إلا أننا لا نستطيع التغيب في هذا اليوم أو مطالبة رب العمل ببدل دوام فمن يغيب يخصم من مرتبه ومن يطالب بأن يكون هذا اليوم إجازة أو يحتسب له فيه أجر إضافي يكون مصيره إما الخصم أو الفصل من العمل.
وأرجع الشيباني سبب ما يتعرضون له إلى جهل الكثير من العمال بحقوقهم وعدم إمتلاكهم المال الكافي للدفاع عن تلك الحقوق في حال قرروا التوجه إلى القضاء كما أن تقصير وسائل الاعلام والمنظم

قد يعجبك ايضا