إنها لعنة الكلمة!

يكتبها عبدالله السالمي

 - ¶تفقد الكلمة قيمتها حين تتحول من صوت إلى صدى. والتعبير بثنائية الصوت والصدى يروم توضيح ليس أسبقية الفاعل على المنفعل والمؤثر على المتأثر فهذا أمر بديهي وإنما المغزى يكمن في بيان المتبوع من
يكتبها / عبدالله السالمي –
¶تفقد الكلمة قيمتها حين تتحول من صوت إلى صدى. والتعبير بثنائية الصوت والصدى يروم توضيح ليس أسبقية الفاعل على المنفعل والمؤثر على المتأثر فهذا أمر بديهي وإنما المغزى يكمن في بيان المتبوع من التابع. ذلك أن الكلمة إن لم تكن فاعلة ومؤثرة لا منفعلة ومتأثرة فإنها تأتي من حيث الصدور تابعة للممúلي والموجه ومن هنا تفقد استقلاليتها وتعبيرها عن قناعة قائöلها.
لا يحتاج المتابع المحايد إلى كبير عناء ليدرك أن راهن الخطاب الإعلامي في اليمن يكاد يكون إلا في القليل النادر منفعلا عن صراعات النخبة السياسية وتعارضات مراكز القوى وتجاذبات جماعات المصالح لا فاعلا فيها.
يبيúن اشتغال الكثير من الكتاب والإعلاميين والمدوöنين اليمنيين – إنú في الصحف الورقية أو الالكترونية والقنوات الفضائية وصولا إلى فضاءات الإعلام البديل: مواقع التواصل الاجتماعي – عن انقسامات حادة في مسارات صöدامية يتخللها الكثير من الإسفاف واللغط والعنف اللفظي والفجور في الخصومة. غير أن السöمة الغالبة على تفاعلات المشهد الإعلامي أنها لا تعدو عن كونها رجع صدى صراع مراكز الثقل السياسية والاقتصادية والدينية والقبلية.
بهذا المستوى من التبعية سواء كانت بوعي أو من دون وعي يفشل الكتاب والمثقفون والإعلاميون وأصحاب الرأي في شق المسار المغاير لمسارات ذوي المصالح المتضاربة من السياسيين ورجال المال ومشايخ الدين ورموز القبيلة.
أما لماذا¿ فذلك وبكل بساطة لأن قدرة أصحاب الكلمة على انتهاج مسار يعبöر عن حقانية الكلمة أمر مرتبط بمدى انحيازهم لمصالح الغالبية العظمى من الشعب الذين لا ناقة لهم ولا جمل في سجالات مراكز القوى وأدواتهم الإعلامية.
ثم إن انحياز الكاتب والمثقف لمصالح الغالبية العظمى من الشعب هو انحياز بالضرورة الأخلاقية لمسئولية الكلمة. ومسئولية الكلمة تقضي بأن يترفع صاحبها عن التسول بها على أبواب ذوي المال والسلطة والنفوذ.
يقال في حق المشتغلين على الكلمة بالكتابة والخطابة إنهم قادة الرأي في المجتمع وذلك لأن صاحب الكلمة يقود بها فيكون متبوعا لا يرهنها فيصبح تابöعا. ومشكلة التابعين الذين باعوا شرف الكلمة بسقط متاع أن تنازلهم عن شرف الكلمة أفúقدهم الإنصاف في الخصومة وأكúسبهم بذاءة اللسان..
إنها لعنة الكلمة قد حلت على بائعيها.. دونكم السجالات المحúتدمة هذه الأيام على صفحات الصحف وحوائط مواقع التواصل الاجتماعي وستدركون كم أن الكلمة لم تعد كلمة!

Assalmi2007@hotmail.com

قد يعجبك ايضا