حور العين.. وحدها لا تكفي
عبد الخالق النقيب


عبد الخالق النقيب –

حور العين وحدها لا تكفي لإنهاء الحيرة التي يزداد عمقها بمرور الأيام وفهم التركيبة المعقدة للوصفة التي يعمد في استخدامها أرباب القاعدة لإغواء الشباب وهم في عمر الزهور حور العين كوجه وحيد للإغراء والتشويق لا يكفي لنمتلئ قناعة بتفسير المفعول السحري وهو يذيب منطق العقل ويجرده عن التمييز ثم يشبعه بفيروسات فتاكة قادرة على إعطاء حواس الإدراك والفهم فتمحو لديه المفارقات والقيم والمبادئ المتأصلة والضابطة لسير النهج والسلوك وفق مدراتها يتملكنون بكل سهولة من إفراغ العقل بكل ما فيه بطريقة أشبه بعملية الـ«فورمات» المستخدمة في إلغاء ومحو الأنظمة والبرامج المشغلة لأجهزة الحاسوب بسهولة أيضا يستبدلونها بأطنان من الشوائب والحماقات والترهات حتى تتصلب في جوفه وتتحول إلى ملة وعقيدة يصعب على المجتمع تفريخها وحلحلة شفراتها وتفكيك رموزها وتصويب مسارها وتقويمها حتى تعود لرشدها.
ü جنون أن نؤمن بالحور العين كجزئية منفردة لنعبدها هي ونكفر بما سواها من النعم الأخروية وما أعد الله للمؤمنين والأتقياء من خلقه وقبل هذه وتلك نكون قد ألحدنا بمفاصل الشريعة والإسلام من المحبة والسلام والحكمة والموعظة الحسنة وحرمة الحياة والدين والنفس المسلمة وحتى آدمية الذمي وحرمة دمه..
هراء أن يطلب منا امتطاء الشعور باللهفة لاحتضان الحور العين لتكتمل بذلك قناعتنا ونمرر فكر تحجر العقل وتحوله إلى كتلة أسمنتية صماء أو أن يتجمد التفكير وتتوقف خلاياه عن وظائفه الطبيعية ويبقى صاحبها دمية في هيئة آدمية يتم تشغيله بالريموت كنترول وفق برمجة تصيغها القاعدة وتحركها كيفما تشاء وقتما تشاء..
ü أي نوع من الجبروت يملك صاحبها وهو يتخلى عن حياة ليهبها لعبوة ناسفة من الديناميت تتفرق به ولا تبقي من جسده ولا تذر ما العقيدة التي جعلت منه ضيق الأفق حدا منعت عنه تعدد الخيارات للوصول إلى الحور العين إلا أن يمتلئ بالموت المروع ويبقى وحده السبيل والخيار الوحيد الذي يقله إلى الفردوس الأعلى ويضمن له العيش في أحضان الحور العين.
ü غير خلطة الحور العين ما الشيء الذي لديهم وأرتهنوا به الحياة البسيطة من بريقها الهادئ بينما لا شيء لدينا ذو جدوى وبإمكانه التصدي لترسانة الأفكار وأرتال العقيدة التي تسلح به انتحاري القاعدة وأمام ذلك العجز المشين نقر بالشعور البائس ونحن نلجأ للإعلانات والعبارات المخنوقة بالدماء لغرض توعية هزيلة أبلغ ما يمكن أن تصنعه بالقاعدة وصفهم بالتطرف والغلو والمروق فيما شخصيا لا أجد فيها إلا تبريرا لإخفاق الدولة والحكومة في المواجهة والتصدي لها أكثر من كونها حملات ترويج توعوية كفيلة بمحاصرتها كافة محدقة الخطر وتضييق الخناق عليها لتحول دون انتشارها وتفشيها وتجييش المزيد من الشباب اللاهث شوقا لاحتضان الحور العين.. وإن كنت لا أظنها تكفي ليصنع موته بيده.
