بناء الدولة ضرورة لإقامة الحكúم الرشيد

حاوره محمد محمد إبراهيم


حاوره / محمد محمد إبراهيم –
■ المعرفة والتربية أفضل استثمارا للذات والوطن ولا تناقض بين الدين والقانون والعرف إذا كان الهدف تحقيق الفضيلة
■ بمحاسبة اللصوص الاعتياديين الأكثر تورما سنقدم مثلا كبيرا للغالبية المارقة ولا محاربة للفساد دون شفافية

لتقديم صورة جلية عن أساسيات الحكم الرشيد وعلاقته بالشفافية ومحاربة الفساد وإصلاح نظام الخدمة المدنية.. كان علينا استحضار ذاكرة فكرية وثقافية تلم بطبيعة البيئة الثقافية والسياسية اليمنية المنشود رشدويتها بعد تجاوز ملفات التعقيد المطروحة أمام أكبر حوار وطني تشهده اليمن..
قوائم فرق العمل المنبثقة عن الجلسات العامة لمؤتمر الحوار الوطني الشامل وخصوصا فرقة عمل الحكم الرشيد.. قادتنا إلى عضو المؤتمر في فريق عمل الحكم الرشيد.. الإعلامي والمفكر اليمني الدكتور عمر عبد العزيز فكانت الحصيلة في الجزء الثاني والأخير من الحوار الذي أجرته الثورة معه.

••وأنت عضو في فريق عمل الحكم الرشيد .. في البداية دع القارئ أمام صورة عامة أدق عن أهم مرتكزات الحكم الرشيد.. ¿
•الحكم الرشيد يعني المواطنة الواحدة المتساوية والعدل الاجتماعي وإلغاء المراتبيات الاستيهامية السلالية والجهوية الخسيسة واعتماد قوانين الشفافية المالية والإدارية وتوسيع ملعب المشاركة في التنمية والتطوير من خلال آليات لا مركزية شاملة والفصل الإجرائي بين السلطات واعتماد جوهر الشريعة على قاعدة تكاملها الشرطي مع الفضيلة تأكيدا لمقاصد الدين وجوهره الناصع واعتبار الاجتهاد الدنيوي تشريعيا قيمة تعزز معنى الحكمة والفضيلة وتمتين اللحمة الوطنية من خلال الأخذ بالأسباب الحقيقية للتطور والازدهار. ذلك هو الحكم الرشيد.
أساسيات الرشúدوöية
••ما القيم المادية والمظاهر الواقعية التي تعكس رشدوية الحكم في أي نظام عالمي ¿
•يتلخص مفهوم الحكم الرشيد في الدولة العصرية الضامنة لاستمرارية الحياة على قاعدة التنمية المستدامة وإعادة الإنتاج المادي والروحي ضمن سوية قانونية تؤدي إلى تكامل المجتمع لا تنافيه وتقاتله ومثل هذه الدولة تعتلي بمقام المواطن بوصفه تعبيرا واقعيا وقانونيا عن الهوية ولا تضع حواجز بين المواطنين.. ناهيك عن الآخر الإنساني الذي ينظم إلى ركب المساهمة والتعايش معنا. ومثل هذه الدولة تحافظ على المسافات المنطقية بين السلطة والمؤسسة والشعب وهذه المسافات تتلخص في تعدد الضرورات وتكامل المصلحة. فالسلطة التي تخطف المؤسسة ستجد نفسها مخطوفة من ذات المؤسسة والمؤسسة التي تصادر حقوق المواطنين في المشاركة ستواجه ثورة عارمة من قبل البشر المغلوبين على أمرهم. وهذا ما حدث بالضبط في بلدان العرب التي ضاعت فيها السلطة والمؤسسة والشارع معا لأن متوالية العمل الدولتي قامت على مصادرة السلطة للبقية وكان عليها أن تدفع الثمن بأن تكون هي ذاتها مصادرة من قبل القاعدة مما رأينا ونرى تجلياته إلى يومنا هذا.
••ماذا على اليمن فعله.. كي تحقق أدنى مستويات الحكم الرشيد ¿
•يتحقق الحكم الرشيد في اليمن إذا تجاوزنا العتبات التالية: تطبيق مرئيات المبادرة الخليجية والشروع في بناء الدولة الجديدة وفق توصيات مؤتمر الحوار الوطني والذهاب بعيدا في معادلة التنمية النابعة من دولة اتحادية لامركزية ناجزة تكون بمثابة الدولة الحاضنة للتغيير والمـنافحة عنه.
••من يقود البشر إلى الحكم الرشيد.. الأخلاق أم القانون أم الدولة ¿ وأين تلتقي هذه الثلاثة المسارات ¿ بل من يسبق الدولة أم الحكم الرشيد ..¿
•لا يمكن الفصل بين الأعراف الحميدة والقانون الوضعي والدولة فهذا المثلث يتكامل ويسيجه الدين الحنيف بمقاصد الفضيلة المتجلöية في هذه المستويات فلا تناقض بين الدين والقانون والعرف إذا كان الهدف تحقيق الفضيلة كما قال العلامة ابن رشد ذات يوم بعيدا من متاهات العرب..
وتتموضع الدولة في القلب من المعادلة الثلاثية لأنها الضامن لتطبيق هذه المعادلة الدقيقة التي تجمع بين الثابت والمتغير ونحن في اليمن بحاجة إلى دولة مختلفة جذريا عن دولة الماضي القريب. نحن بحاجة إلى دولة مركبة لامركزية اتحادية دونما انجراف إلى نموذج بذاته أو وصفة بذاتها فعلى اليمانيين العارفين بفقه الدولة وقوانين العصر الاجتهاد لابتكار نمط دولتي يماني جديد يتصل بالعصر ولا يبقينا رهناء لدولة الشمول المركزي القاتلة.
••ما الذي عليكم إنجازه في جدول العمل الزمني لفريق عمل الحكم الرشيد ¿
•من المؤكد أن جدول الأعمال في مجال الحكم الرشيد حافل ومتقاطع مع بقية الجداول وما يفترض انجازه في هذا الباب يتكامل مع الفرق والمجاميع الأخرى .
••ثمة انشغالات تحول بينكم وحضور الجلسات.. ما سببها..¿

قد يعجبك ايضا