عيد المال أم العمال¿

د. محمد حسين النظاري

 - مع إطلالة الفاتح من مايو سنويا نجد أننا أمام يوم يحمل معاني جميلة إنه ذلك اليوم الذي يخلد عناء وشقاء طبقة كادحة من الشعب تتعب وتشقى وبالكاد تجد ما يسد رمقها وقد لا تجد من العام كله ذكرا إلا في الأول من مايو حين يقال لها أنه يوم عيدك.
د. محمد حسين النظاري –
مع إطلالة الفاتح من مايو سنويا نجد أننا أمام يوم يحمل معاني جميلة إنه ذلك اليوم الذي يخلد عناء وشقاء طبقة كادحة من الشعب تتعب وتشقى وبالكاد تجد ما يسد رمقها وقد لا تجد من العام كله ذكرا إلا في الأول من مايو حين يقال لها أنه يوم عيدك.
ولكن هيهات فرجال المال لم يبقوا للعمال مجالا للفرحة أو السرور بقدر ما يكبرون بقدر ما العمال يزيدون بؤسا على بؤسهم ولا ينظر اليهم احد من الذين يتبارون أمام عدسات الكاميرات بتكريمهم إلا بشهادات ورقية لا تطعم أهل بيته و لا تسقيهم حتى جرعة ماء.
العمال هم الوقود الذي يحرقه رجال المال لنماء تجارتهم ولزيادة ايراداتهم ومع هذا فإن مسألة تحسين الوضع المعيشي لعمالهم تأتي في آخر سلم اهتماماتهم هذا إذا كان لهم محل في ذلك السلم.. متى يدرك التجار أن رأس مالهم الحقيقي هو ذلك العامل الذي يبذل قصارى جهده ومتى يغيرون نظرتهم إليه بأنه مجرد أجير ينبغي الزراعة فيما هم من يجنون المحصود.
جل العمال لا يتمتعون بالضمان الاجتماعي ولا يوجد لهم بند للعلاج وليس لهم معاش تقاعدي يرحمهم من ذل السؤال والمهانة وفي أجواء كهذه نريد منهم أن يبدعوا فمن أين سيأتي الابداع وهم يرون أن جهدهم لا قيمة له وأن عرقهم لا يساوي قيمة المنديل الذي يمسح به.
إذا أرادت الدولة فعلا أن تكرم هذه الفئة فما عليها الا الزام أرباب العمل في المصانع والورش والمحلات وغيرها من التي تحوي عمالا أن يضمنوا لهم الحياة الكريمة من خلال تحسين أجورهم وتقديم الرعاية الصحية لهم ومن خلال معاش تقاعدي يكفل لهم عدم اللجوء إلى الغير.
من الحرام أن يأخذ أرباب العمل أولئك العمال لحما ثم يرمونهم عظما ثم يأتون ليتباكوا على العمال في يوم واحد في العام فيما هم طيلة السنة يسلخون جلودهم بل ويطرودنهم على أبسط الأسباب من دون مسوغ قانوني.
ونحن نحتفل بعيد العمال علينا ألا ننسى إخواننا في المهجر فهم قد يصبحون في ظرف ثلاثة أشهر مطرودين من أعمالهم.. فمتى تسعى الدولة بجدية إلى مخاطبة إخوتنا في الخليج أن لنا عليهم حقوقا عديدة لعل من اقلها تكريم عمالنا لديهم وعدم اهانتهم وتمييزهم عن غيرهم.
لكل يدا عاملة تجد وتبذل المستحيل لإسعاد الاخرين نقول لها: سلمت يمينك وبارك الله فيك وجعلها في ميزان حسناتك والى كل يد تجرم بحق هذا الشعب من خلال قطع الكهرباء والطرقات وحقول النفط نقول لها لا بورك فيك ولا نعمك يوم ينعم الناس في الجنة واذاقك الله في النار جزاء بما تقترفينه بحق الأبرياء… وكل يوم -وليس عام- وعمالنا بخير.
أستاذ مساعد بجامعة البيضاء

قد يعجبك ايضا