أبناء.. يتذكرون.. ويندمون
اعتذارسامية صالح

اعتذار/سامية صالح –
> تتواثب الهواجس إلى خبايا أعماقي.. فأغدو فريسة سهلة للتندم والأسى حين أخلو بأفكاري وأسترجع مواقف أغضبت فيها والدتي عفوا بغير عمد مني ولا اجتراء.. فتتراءى لي صفحات أيامي القادمة بدونها قاتمة.. موحشة .. أهيم على غير هدى في أزقة حسرتي فيتلاشى بغيابها كل معنى للفرح حين لا يستقبلني صوتها دافئا ولا ترافقني دعواتها.. حين لا ترسم بمداد حبها أحلامي.. يا إلهي كم ستكون الحياة مرة ومظلمة حين ينطفئ قنديلها..!!
اعتذار/سامية صالح
رغم حرص عبدالفتاح البنوس رئيس تحرير صحيفة البيان على إسعاد والدته إلا أنه يتذكر ذات يوم قائلا: غضبت منى والدتي بشدة عندما ضربت أخي الصغير لتغيبه عن المدرسة بدون سبب فعاتبتني وظلت غاضبة مني لأيام ولم ترض عني إلا بعد أن تصالحت مع أخي ووعدتها أني لن أكرر ذلك مرة أخرى ولا أنسى خوفها علي بحكم عملي الصحفي ورجاؤ ها لي ألا Žأدخل في مشاكل ومهاترات مع أحد وأرجو أن تسامحني على أن تقصير بدر مني في حقها.
كيس فحم
يقول عبدالوهاب ردمان مدير إدارة التدريب بمركز للتنمية البشرية: أكثر شيء يشعر والدتي بالرضا والسعادة حين أطمئنها على نفسي فإذا خرجت أو سافرت تظل في قلق أن يصيبني مكروه ولا يهدأ لها بال إلى أن تعرف اخباري وتطمئن أني في عافية وحين يصلها صوتي عبر الهاتف تمطرني بمئات الدعوات بالخير والسلامة.
ويتذكر شهاب المقرمي “مخرج صحفي ورسام وجوه” حين يسافر قائلا: يتكرر هذا الموقف كلما هممت بالسفر فترفض والدتي ذلك ومع ارتباطي بأعمال تستدعي التنقل إلا أنها تحاول اقناعي بالعدول عن السفر خوفا منها علي ولكن الضرورة تستدعي ذهابي فأودعها وهي غاضبة مني ولا يلين قلبها علي إلا حين اتصل بها من الطريق فتظل تدعو لي وتطلب مني ان اهتم بصحتي ولا أجهد نفسي.
وعن المواقف التي تدخل السرور على قلبها يقول: تسعد والدتي لأبسط الأمور فهي سهلة الارضاء وتفرح بالقليل وأكثر ما يسعدها حين أرسل لها كيس “فحم للبوري” فكأني اتيتها بالدنيا.
حيا ولدي
ويعترف عسكر اليمني – مندوب مبيعات إنه أغضب والدته فيقول: عدت في أحد الأيام من عملي منهكا وفي طريقي إلى المنزل وجدت في الشارع مجموعة نساء من الجيران ومعهن والدتي وأخواتي يشترين من أحد الباعة فغضبت لخروجهن دون مرافقة أحد من أخوتي واعمتني الغيرة من أن يتعرض لهن أحد بسوء أو بكلمة في الشارع العام فدخلت البيت وصرخت فيهن فحاولت والدتي تهدئتي لكني رفعت صوتي عليها ثم دخلت إلى غرفتي وحين سكن مني الغضب خرجت فعلمت من اخواتي أن والدتي خرجت وهي حزينة إلى بيت أختي. استشعرت لحظتها فداحة تهوري وتخيلت لو أن والدتي ليست موجودة في حياتي كم ستكون الحياة موحشة حين أدخل المنزل فلا تستقبلني قائ
