يمني .. مضمون لمدة عام

محمد محمد صلاح


 - يلومون القطاع الخاص على ارتفاع معدلات البطالة وتدني معدلات التنمية الوطنية في مختلف المجالات فيما يعتبر القطاع الخاص هو الضحية وليس المتهم في هذه القضايا بالذات في ظل التجاهل والتغييب المتعمد لدور هذا القطاع في الكثير من التحولات على الساحة الوطنية ..
محمد محمد صلاح –

يلومون القطاع الخاص على ارتفاع معدلات البطالة وتدني معدلات التنمية الوطنية في مختلف المجالات فيما يعتبر القطاع الخاص هو الضحية وليس المتهم في هذه القضايا بالذات في ظل التجاهل والتغييب المتعمد لدور هذا القطاع في الكثير من التحولات على الساحة الوطنية .. فهذا القطاع هو الممول الأساسي للخزانة العامة للدولة وهو صاحب الفضل الأول في حفظ الاستقرار الاقتصادي والمعيشي نسبيا فكيف يلومون هذا القطاع متجاهلين الأسباب الرئيسية الكامنة وراء كل تلك المشاكل التي نعاني ويعاني منها كل يمني يخطط لإنشاء مشروع عمل صغير ويفتقر للتمويل المناسب أو يرغب في فرصة عمل أيا كانت أو يأمل في شراء سيارة ويحتاج إلى جمركتها أو إنه يفكر في استئجار منزل للسكن أو يتمنى زيارة الأراضي المقدسة أو السفر إلى خارج الوطن .. أو أنه يحلم بإكمال نصف دينه ودخول القفص الذهبي أو كان يرغب في الحصول على بطاقة شخصية تثبت هويته فلا بد له لتحقيق أي حلم من هذه الأحلام الحصول على ضمان تجاري ومن تاجر حاصل على السجل التجاري والبطاقة التأمينية والرقم الضريبي ومنتسب للغرفة التجارية الصناعية وملتزم بسداد رسوم التجديد إلى آخر سنة . وأن يكون صاحب محل ويمارس نشاطه التجاري أو الصناعي أو الخدمي أو المهني بمستوى مالي قادر على تحمل تكاليف هذا الضمان فلماذا عليه تحمل كل هذا العناء للحصول على حقوق المواطنة والاعتراف بأحقيته في العيش كمواطن صالح ولو بالضمان التجاري الساري المفعول فقط لمدة عام مالي واحد ¿!
فقط لأنه يمني وكل وثائقه الشخصية صادرة عن دوائر حكومية لا تثق كل دائرة منها من صحة معلومات الدائرة الأخرى وكل هذه الدوائر الحكومية إجمالا فاقدة للمعلوماتية والإحصائيات الرقمية الدقيقة التي يمكن اعتمادها فعلا للحكم الدقيق والبات في أي شأن كان فيما لو كنت مواطنا في أي دولة أخرى من دول العالم فلست مضطرا لتجرع كل هذا العناء لأن بطاقتك الشخصية والرقم الوطني هذا الدليل والرقم السحري لفتح ملفك الشخصي في الأحوال الشخصية الكفيل بالإفادة عن أي معلومات لحامل هذه البطاقة وهذا الرقم الذي يجعل حامله خاضعا للرقابة الذاتية طوال الوقت ويلزمه بالسلوك السوي والصالح طوال الوقت فقط لأنك متأكد أن كل تصرف سواء خاطئ أو صحيح مرصود في ملف الأحوال الشخصية الخاص بك والذي يضم معلومات كاملة ودقيقة وموثوق عن هذا المواطن أو ذاك ويرصد أيضا أي مستجدات قد تطرأ على سيرتك الذاتية وخدمتك العملية ومكاسبك التعليمية ومخالفاتك القانونية .. بما فيها مخالفات السير المرورية وغيرها من المعلومات التي تعكس صورة واضحة المعالم لهذا المواطن أو ذاك.. شخصيته وسمعته وسلوكه الشخصي والاجتماعي ورصيده العملي والعلمي والمالي وغيرها من المعلومات التي تعتبر معلومات موثوقة عن صاحب هذا الملف والدولة تتحمل مسؤولية كل ما ورد في هذا الملف مسؤولية كاملة ..
وهذا الكلام يذكرنا بكلام النجم الكوميدي العربي المصري الكبير عادل إمام في مسرحية ( شاهد ما شفش حاجة ) عندما سأله المدعي العام : اسمك سرحان عبد النصير أو عبد البصير .. فرد عليه بقوله : أنتم أدرى .. مش انتم الحكومة وعارفين كل حاجة ..
وهنا نتساءل إلى متى نظل يمنيين بالضمان التجاري ولمدة عام واحد فقط ¿! وإلى متى تظل حكومتنا حكومة ما تعرفش حاجة عننا نحن المواطنين وهي المعنية بخدمتنا وتنظيم حياتنا المعيشية اليومية ¿! إلى متى ¿! إلى متى ¿! والله الهادي والمستعان من قبل ومن بعد.. والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه ..
نائب رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بأمانة العاصمة

قد يعجبك ايضا