ناصر العبسي!
عبد الرحمن بجاش
عبد الرحمن بجاش –
حين تكون في تعز فلا بد لك من المرور على بيت (السعيدة) أو بالأصح بيت حامد الشميري فقد أضحت كالنيل في مصر فيقال: إذا لم تر النهر فأنت لم تزر مصر!, هناك الاستديو الكبير لقناة السعيدة وشباب كالورد يقومون بعملهم بهدوء وأنا ذهبت للمقيل كان هناك أخي مراد والشيخ حمود سعيد المخلافي والشيخ محمد احمد سيف الشرجبي والشيخ عبد الجليل فرحان عضو مجلس النواب والأستاذ خالد اسماعيل الغرافي والإعلامي النشط صالح الضالعي والقلم الجميل الذي طرز جلسة نقاش رفيعة المستوى والعقلانية أحمد عثمان صاحب (شوارد) في الجمهورية من تحول عموده إلى فنجان قهوة الصباح لكثيرين جدا أولهم أنا.
الأيدي تتلامس تقترب وتبتعد لتدخل من بينها يد نحوي : كيف حالك وبهدوء كهدوء جبل صبر المطل على الجحملية العليا – كان أخي قد مر بي من أمام مدرسة الكويت الإعدادية – رفعت راسي : أهلاااااا ناصر وفهمتها فالرجل بعد أن ترك التثقيف الصحي ذهب ينحت الصخر من جديد بحثا عن اللقمة الشريفة المغمسة بالتعب ذلك قدر أمثال هؤلاء, وهو قدر لو تعلمون عظيم وما أجمل أن يحملك اسمك وتظل مستوعبا لأمر مهم وهو أن اسمك خط دفاعك الأول والأخير وليس منصبك !! .
ناصر العبسي يوم أن كان في التثقيف قدم جهدا رائعا وزملاءه وكان التثقيف يشار إليه بالبنان كان هناك أيضا د/محمد الدبعي وزكي نعمان وسيف الشامي والرجل الذي ظلم في حياته ولم يتح له أن يقدم كل ما لديه د/أحمد الحملي وبالتأكيد لست في وارد المقارنة, فليس هذا شغلي .
ناصر العبسي أنموذج للقيادي الناجح والذي لا يستعمره منصبه هو من النوع الذي يجد نفسه في كل مكان محترم بدليل أنه لم يتحرج من أن يذهب للعمل في السعيدة, فحين ينظر المرء إلى العمل على انه قيمة أخلاقية, فلا يهمه (بريستيج) الموقع, كما هم كثيرون يحبطون حين يتركهم الهيلمان, وعلينا أن نتذكر أن مهاتير محمد كان بائع موز وغاندي يحلب معزته ويقود الهند والرئيس الصيني الحالي يركب التاكسي ويدفع كأي راكب ولولا دي سيلفا في البرازيل يمسح أحذية, ورئيس السلفادور يمتطي فوكسواجن قديمة ويتبرع بنصف راتبه لمن رواتبهم منخفضة, وإبراهيم الحمدي رحمه الله يحمل مع تلك العجوز ( اتناك ) الماء إلى بيتها وهي لا تدري من هو وبقية الحكاية معروفه وبالتأكيد أن هناك من سيعمل من هذا ألف إسقاط لا يهم نحن نتحدث عن القيمة.
