خبز الجوع من دقيق السياسة!!

أمين الوائلي

 - لن يستمر العالم في إعالتنا والإنفاق علينا إلى ما لا نهاية. ليس لدينا خيار إلا أن نستحق فرصة ثانية للهروب من زنزانة الدائنين العالميين والإرتهان لديهم
أمين الوائلي –
لن يستمر العالم في إعالتنا والإنفاق علينا إلى ما لا نهاية. ليس لدينا خيار إلا أن نستحق فرصة ثانية للهروب من زنزانة الدائنين العالميين والإرتهان لديهم

* الناس لا يعيشون على خبز مصنوع من دقيق “السياسة”. لكن السياسة هي, الوجبة المفضلة لشعب تقول التقارير الدولية إن أكثر من نصف سكانه يرزحون تحت خط الفقر وإن قرابة 60% من أطفاله يعانون الجوع الحاد وأمراض سوء التغذية.
باستثناء أخبار الحوادث الأمنية المتلاحقة والدحس الحزبي والمعجنة السياسية اليومية, ما الذي يشغل الشارع والنخب¿ هناك عزوف جماعي عن التفكير بالاقتصاد والمشاغل الانتاجية والقطاعات الحيوية التي تميز أمة من المفكرين المدبرين عن أمة من الجوعى المدبرين!
* ليس سرا, ولا يدعو للتفاخر مثلا, أننا مجتمع ودولة, وللعام الثالث على التوالي بصورة متزايدة, نعيش ونقتات على المعونات والهبات والقروض والمساعدات الخارجية. وليس سرا أيضا أن جزءا كبيرا من القروض والهبات والمساعدات تقيد علينا كأرقام ونسمع بها في النشرات والتقارير فقط. ويتولى الفساد إنفاقها والتصرف بها نيابة عنا سابقا ولاحقا وما بينهما. يتطوع الفساد لتقديم خدماته مجانا, كونه يرانا منشغلين بالسياسة المحرقة وسباق الدوري الأسباني والبطولة الأوروبية.
* خذ مثلا, فعالية كبرى اسمها مؤتمر الحوار الوطني أكثر ما شغل الناس وانشغل به الناس حولها هو كم المقرر اليومي للأعضاء المشاركين¿¿ هذه قصة شهيرة ودعك إذا من بقية التفاصيل فإنها حشو وتحصيل حاصل !!
* مستقبل البلد الذي ينظر فيه المؤتمرون والمتحاورون يصبح مجرد عنوانا جانبيا في الهامش. حكاية كل يوم هي “كم بيوقع للواحد في موفمبيك¿”!
* حتى الآن لا نعلم على وجه اليقين ما إذا كان المستقبل ينتظرنا أم أنه مل ؤ من الانتظار واستبطأ قدومنا فأخذ نفسه وتوكل على الله¿¿
* في النتيجة سيكون لدينا الكثير من اللا شيء. إذا لم نتدبر لأنفسنا مخرجا من الآن ونتحاشى مصيرا أسوأ من كل ما نحمله لبعضنا من غل وكراهية وتربص مقيت.
* لن يستمر العالم في إعالتنا والإنفاق علينا إلى ما لا نهاية. ليس لدينا خيار إلا أن نستحق فرصة ثانية للهروب من زنزانة الدائنين العالميين والإرتهان لديهم. وهذا لن يحدث لمجرد أننا نفكر به فقط بل يجب أن نجد لنا عملا ووسيلة أفضل من البطالة الجماعية التي نحترفها ونخلص لها.
* كيف سنفعل إذا¿ الله أعلم. الإجابات عمل جماعي…. السؤال هو: هل نحن جماعة¿ وهل نملك إجابات¿

قد يعجبك ايضا