متى نصبح نحن¿!

جميل مفرح


 - مفرطون حين نحب.. مفرطون حين نكره.. مفرطون حين نوالي.. مفرطون حين نعادي.... مفرطون في كل شيء وكأننا خلقنا ووجدنا مجبولين على ذلك أو كأن الفطرة هي من حكمت علينا أن نكون كذلك!! ولنا في كل حال من أحوالنا مثل أو
جميل مفرح –

* مفرطون حين نحب.. مفرطون حين نكره.. مفرطون حين نوالي.. مفرطون حين نعادي…. مفرطون في كل شيء وكأننا خلقنا ووجدنا مجبولين على ذلك أو كأن الفطرة هي من حكمت علينا أن نكون كذلك!! ولنا في كل حال من أحوالنا مثل أو عبرة بها نداري أنفسنا وندافع عن ذواتنا إذا ما لزم الأمر.. فحين نحب ونداري ونخضع ونلين ندعي أننا أرق قلوبا وألين أفئدة وحين نقسو ونشتد ونكابر ونجفو نراهن على أننا أشد بأسا وعزما وحنكة وإيمانا و… و… وهكذا نجد أننا أكثر خلق الله تناقضا وارتباكا وعقدا!!
* يختلف الأخ وأخاه والابن واباه فيتقاتلان بغير مبرر مقنع بل لمبرر يكاد يكون أتفه ما يبرر به.. تأخذهما الحمية من بعضهما فيخسران ما تحتهما وفوقهما وربما روحيهما وأرواح من يليهما ويواليهما لسبب حين يتأملانه يحتقران نفسيهما وبالطبع ذلك التأمل عادة لا يأتي إلا بعد أن تكون الحماقة قد أخذت مأخذها منهما وقد شجت الفؤوس الرؤوس وأصبح التأمل فائضا عن حاجة وصار الندم عقابا مؤلما لا بار ولا مداوي منه إلا الاستمرار فيه!!
* هكذا نحن أبو يمن أو اليمنيون هدانا الله.. حين يحكى عن الطيبة وحسن المعشر والصحبة يحضر ذكرنا.. وحين يخطر في الذهن والكلام الحمق والعصبية والجهل لا نرضى بغير الحضور.. هكذا نحن نتعلم وننسى بأكثر مما نتعلم نتعظ ونقع بأفظع مما اتعظنا.. وبالطبع وكما أشرت سلفا فإننا لم نفطر على ذلك ولم نجبل عليه.. وإنما لأننا نستخدم عقولنا فقط حين يراد منا أن نستخدمها من قبل غيرنا أما حين يجب علينا أن نستخدمها فإننا نكون أبعد ما يكون عن ذلك!!
* وإن المتأمöل لما نعيشه اليوم من واقع سياسي اجتماعي اقتصادي فكري ثقافي يدرك ذلك بسهولة متناهية.. فبمواجهة جدية للواقع والمنطق مع مسحة من المراجعة والتأمل يجد المريد أنه لا يكاد توجد مشكلة أوصلتنا إلى ما وصلنا إليه سوى أننا شعب ثقافته تبعية مطلقة لا تأسيس جدي أو فعلي لها.. والمتأمل سيجدنا أننا من الممكن أن نمجد من صحبتنا ومن كبارنا وحتى صغارنا من نريد أو يراد لنا تمجيده هذا المساء لننقلب عليه صباحا ليس لأننا استيقظنا وإنما لأن من أراد منا سابقا أراد منا سوى ما أراد فيما لحق!!
* وهكذا نعيش ونكتشف كل يوم أننا بهذه الكيفية نقضي حياتنا ومع ذلك لا نتراجع عما جبلنا أنفسنا أو جبلنا سوانا عليه!! لا أدري حقا متى سنغدو نحن نحن ومتى سنتخلص مما نقحم أنفسنا فيه من ألم التراجع والتقهقر الذي سئم منا أيما سأم ولم نكد نبدي منه سأما ولا ضيقا.. مؤلم حقا حين نكتشف في أنفسنا كل تلك السلبية الممعنة في الإذلال والتحقير وأشد من ذلك ألما حين تتبع اكتشافاتنا المتكررة بعودة من جديد وبدايات فاشلة أكثر وكأن شيئا لم يكن.. أو كأننا لم نعش قبل ذلك حينا!!

قد يعجبك ايضا