الشعراء يحتفلون بحامل لواء رؤاهم
محمد القعود


محمد القعود –

سيظل للشعر حضوره البهي ,ونبضه المخضر بالحياة والأماني والرؤى الحالمة بآفاق وفضاءات مدهشة ..
وسيظل الشعر هو حامل لواء طموحات الإنسان وأحلامه المسافرة في الأزمنة والأمكنة ,ونشيده الخالد,الناطق بوجدانه وضميره ومشاعره….
* الشعر هذا الكائن اللغوي المسكون بالدهشة والسحر والسفر نحو عوالم محفوفة بالأسئلة والروعة , كان له منذ القدم وحتى اللحظة مكانته وحضوره المثمر .
* وعلى الرغم من تسيد عصر ثورة الاتصالات المتلاحقة إلا انه ظل وسيظل الناطق الأجمل لوجدان ورؤى الإنسان .
* * ونظرا لمكانته تلك فقد خصصت اليونسكو يوم 21 من مارس من كل عام ليكون هو « اليوم العالمي للشعر « ليتم فيه الاحتفاء بالشعر في كل دول العالم .
* وعن هذا اليوم والاحتفاء به ومعناه للمهمومين بالقصيدة وفتنتها , تحدث إلينا مجموعة من الشعراء وباحوا لنا بالتالي :
يوم الكلمة الخضراء
• الشاعرة هدى أبلان نائب وزير الثقافة :
– 21 مارس يوم الشعر العالمي الذي تزهر فيه القصيدة وتسمو الأرواح وتعلو فوق لغة القبح والتردي وصولا إلى سماوات من الصفاء والنبل يحتفل الشعراء في هذا اليوم وهم يحلمون بغد أفضل وحياة لائقة بإبداعاتهم ومنجزهم الذي يعلوه التراب والنسيان ويحضر الهباء ليشتت هذه اللحظات الإنسانية الإبداعية الراقية في لحظة فارقة بين عالمين تاركا الشعراء وحدهم يمضون إلى القصيدة منهكين من لغة الحلم التي تكاد تموت وتحضر اللحظة فارقة عينيها داعية إلى يوم للشعر نعيد فيه ترتيب أولوياتنا لتحل الكلمة بدلا عن الجفاف والذبول خضراء إلى الأبد.
احتفاء بالإنساني الجميل
•الناقد والشاعرمحمد اللوزي:
يحتفي الشعر بالشعر ليلتقي مع الجمال ويمضي في الروعة ويحلق في المتسع من الرؤيا ويعبر عن ضمير الإنسان في هذا الكوكب بماهو متناغم مع الإنساني ويطل عليه ليجد الدهشة وفن القول والتخاطب الوجداني. المؤكد ان الذات البشرية تكتنز أحلاما وتطلعات واستبصارا لما هو نقي ويمكن استحضاره أو استلهامه كمشترك بين بني البشر وهو احتفاء يحمل معنى أن يبقى الشعر في السياق الوجودي استحضار للكون والمجتمع بماهو خلاق يرمم الذات المرهقة التي هدها اليومي وغثاء البسيط السطحي وتحتاج لأن تغترف من الروح سكينة وسلاما.هكذا نرى إلى المحتفى به شعريا إنه ماينبض في العروق ما يقدم معنى للسمو مايعزز جوانب الفرح بلغة الجمال وتنضيد الحرف ليكون ضوءا يزيح ركاما من سوء التفاهم ولايقوى على هذه الإزاحة غير القصيدة والجمال والكلمة المحلقة في البعيد والقادرة على إحداث دفء في العلاقة بين الذات والعالم المتنوع هكذا الإحتفائية منطلق تكوين هجس قلب وانتماء لماهو روعة نستلهم منه تقوى القلب وهو يتآلف مع جغرافيا بشرية وكونية تبحث عن السلام والحب والرقة وعن الحلم في معناه الإنساني وهو يرتسم في قصيدة ويطل من حرف .هكذا الاحتفاء بيوم الشعر العالمي احتفاء فقط بالإنساني الجميل النقي.
اعادة العافية الى اللغة
• الشاعر محمد المنصور:
يوم الشعر العالمي اعتراف من العالم بأهمية الشعر ودوره في الثقافة الإنسانية كرافد إبداعي يختزل شؤون وشجون وهواجس الإنسانية وتطلعاتها نحو الحرية والجمال وكل القيم الإنسانية التي نهض بالتعبير عنها الشعر تاريخيا .
الشعر سيبقى ملهما للإنسان ومصدرا للالهام أيضا لأنه الفن المساكن لروح الإنسان مهما تطورت أشكال التعبير الإبداعي ووسائله يبقى الشعر حاجة للتعبير عن فردانية الإنسان وحاجاته الروحية والموضوعية الوطنية والإنسانية .
في اليمن البلد المسكون بالشعر والشعراء منذ الأزل فان الاحتفال باليوم العالمي للشعر ينبغي أن يحتفل به على المستويات الشعبية والرسمية لأننا بحاجة للشعر في هذه الآونة المسكونة بالسياسة بأكثر من حاجة المجتمع إليها فصوت الشاعر والمفكر بحاجة للحضور والتموضع في الخطاب الإعلامي والثقافي لان من شأن ذلك ترميم الكثير من الندوب في نفوسنا ويعيد العافية والحيوية إلى اللغة التي تتعرض للانتهاك والتسطيح من أكثر من طرف في هذه المناسبة نطالب السلطة بإعادة الاعتبار للثقافة والإبداع في الخطاب الإعلامي وتخصيص قناة فضائية يديرها مثقفون وشعراء وكتاب قصة وتشكيليون ومبدعون تعرف بالإبداع والمبدعين في اليمن من مختلف الاجيال والمستويات نبارك للشعراء احتفالياتهم وللشعراء يومهم وشكرا لك أخي وزميلي الشاعر القعود.
الشعر الذي يدهشنا
• الناقد والشاعرعبد الرحمن مراد:
في ظني ان يوم الشعر أصبح يوما عابرا ذلك أننا فقدنا الشعور بالقيمة الجمالية للأشياء وقد عملت الأحداث التي تنهش في جسد الوطن على إحداث حالة من التبلد أفقدت فلسفة الجمال وقيمها كل المعاني .
كنت أتمنى أن يكون يوم الشعر عامرا بالمحبة والجمال
