الحوار‮.. ‬أمل الحاضر وكل المستقبل

صولان صالح الصولاني

 -  ‬لا‮ ‬يوجد خلاف على أن الحوار‮ ‬يعد الأداة والوسيلة المثلى والأنسب في‮ ‬حل المشكلات والخلافات التي‮ ‬تطرأ وتحدث بين أوساط المجتمعات والأمم كما لا‮ ‬يوجد أدنى شك في‮ ‬أن الحوار كأسلوب ولغة
صولان صالح الصولاني –

‮> ‬لا‮ ‬يوجد خلاف على أن الحوار‮ ‬يعد الأداة والوسيلة المثلى والأنسب في‮ ‬حل المشكلات والخلافات التي‮ ‬تطرأ وتحدث بين أوساط المجتمعات والأمم كما لا‮ ‬يوجد أدنى شك في‮ ‬أن الحوار كأسلوب ولغة وفن وأدب كان قد تغلغل واستوطن عقول وقلوب اليمنيين منذ القدم ومثل بالنسبة لهم ملجأ وملاذا آمنا وسندا معينا في‮ ‬إيجاد الحلول للمشاكل والخلافات التي‮ ‬حدثت في‮ ‬ما بين أوساطهم واستطاعوا بواسطته إحلال السلام والوئام في‮ ‬مجتمعاتهم بدلا من الحروب والصراعات ويبقى التاريخ كذلك شاهدا ودليلا على مدى ثقافة الحوار التي‮ ‬كان‮ ‬يتمتع بها اليمنيون عن‮ ‬غيرهم على مر العصور والأزمان‮.‬
وتزامنا مع انعقاد مؤتمر الحوار الوطني‮ ‬الشامل ببلادنا هذه الأيام ليس‮ ‬غريبا أن‮ ‬يعيش أبناء شعبنا اليمني‮ ‬بفئاتهم وشرائحهم المختلفة أكثر تفاعلا وتفاؤلا من أي‮ ‬وقت مضى مع الحوار ومن أجل الحوار لأن حدثا بحجم مؤتمر الحوار الوطني‮ ‬الشامل‮ ‬يمثل بالنسبة لهم ولوطنهم أمل الحاضر وكل المستقبل لكون المشاركة فيه ليست حصرا على طرفين أو وثلاثة أطراف بحد ذاتهم من الأطراف السياسية الموجودة في‮ ‬بلادنا بل تعد مشاركة كبيرة وواسعة تضم مختلف التيارات والأحزاب والقوى الوطنية والسياسية ومختلف فئات ومكونات الشعب اليمني‮ ‬عبر ممثلين‮ ‬يجتمعون على طاولة واحدة اسمها‮ »‬طاولة الحوار الوطني‮« ‬وما لهذا الاسم الكبير من معنى ومغزى في‮ ‬نفوس أبناء شعبنا اليمني‮ ‬قاطبة كهدف نبيل وجليل جله من الوطن وإلى الوطن وفي‮ ‬سبيل الوطن‮.. ‬وأكثر ما‮ ‬يبرر التفاؤل الكبير الذي‮ ‬يبديه كافة أبناء شعبنا تجاه الحوار هو أنهم‮ ‬يعرفون أكثر من‮ ‬غيرهم أن الناس سلكوا درب الحوار طريقا عن قناعة ذاتية وإخلاص تام من قبلهم جميعا‮ ‬يعني‮ ‬في‮ ‬ما معناه أساسا البحث المشترك عن ايجاد حلول ومخارج أكان ذلك لمشاكل وخلافات نشبت بينهم أم بغية التخلص والتغلب على مشكل وقضايا مشتركة‮ ‬يعاني‮ ‬بسببها مجتمعهم ووطنهم الذي‮ ‬يعيشون في‮ ‬كنفه جميعا وينتمون إليه لكونها متعلقة بمصير وهم‮ ‬مشترك أو ما شابه ذلك‮ ‬وما مؤتمر الحوار الوطني‮ ‬الشامل المنعقد حاليا ببلادنا عن ذلك ببعيد وما له من ارتباط وعلاقة كبيرة بتطلعات آمال الشعب التي‮ ‬يحلمون بتحقيقها مستقبلا‮.‬
ولكن‮ ‬يجب على كل المشاركين في‮ ‬مؤتمر الحوار الوطني‮ ‬أن‮ ‬يدركوا ويستوعبوا حجم المهام والمسؤوليات الملقاة على عاتقهم آخذين في‮ ‬الاعتبار بأنهم لا‮ ‬يمثلون بمشاركتهم سوى الشعب كل الشعب ويتوقف عليهم بناء مستقبل وطن وأجياله‮.. ‬لأن ما‮ ‬يبعث على الغرابة والشك والريب أن‮ ‬يوجد هناك من بين المشاركين في‮ ‬الحوار من‮ ‬يعتقد جازما ويسعى جاهدا في‮ ‬نفس الوقت إلى أن‮ ‬يجعل من مشاركته خدمة لأهداف ومصالح وطموحات طرف أو حزب سياسي‮ ‬بعينه لكونه‮ ‬ينتمي‮ ‬إليه ويشارك باسمه في‮ ‬الحوار‮ ‬ومن ثم‮ ‬يدخل جلسات الحوار وكل همه وديدنه هذا الطرف أو الحزب السياسي‮ ‬ومصالحه الذاتية الضيقة ليس إلا وما عدا ذلك لا‮ ‬يمثل بالنسبة له ومشاركته أهمية تذكر وفي‮ ‬الأخير‮ ‬يصبح هو وحزبه المنتمي‮ ‬إليه تائهين في‮ ‬مهاوي‮ ‬الضياع والفشل مستقبلا‮ ‬أما لحظات دخوله وخروجه التاريخية من وإلى قاعة المؤتمر حاملا أوراقه الحزبية رزمة تلو أخرى والتي‮ ‬أعدها مسبقا للوقوف بها على عتاب طاولة الحوار الوطني‮ ‬وهو بذلك

قد يعجبك ايضا