يا رفيع المستوى.. في يوم النوى!!

Ÿ بلقيس أحمد الكبسي

Ÿ بلقيس أحمد الكبسي –
ترامى صوته المتلكئ بحروف مترددة وكأنها فرت من شفتيه هاربة تتخبط في خطاها فوصلت منهوكة لم يرحم ضعفها وقلة حيلتها بل ظل يكابر متحججا .. متخبطا .
بينما هي أمامه مسبلة الدهشة .. يحرقها الغضب .. وتتقد بالاستغراب .. ولا مجال أمامها – ولا سبيل – سوى أن تربح المعركة .. فما كان منها إلا أن التهمت غيضها .. لاكت حسرتها .. ومضغت قهرها .. انتشلت أنفاسها من قعر ملوحته ..ملئت رئتيها بالصبر .. ثم توددت إليه بأشهى الحروف ومقبلات المجاملات علها تحاصر ( شطحاته ) لترشقه بأسئلتها التي لا يشوبها غموض فتوقعه في فخ الإجابة.
فهم اللعبة..! قنصها حيث لا مجال لتفاديه .. فاستبد ما استطاع من استبداد وهو يراوغها هاربا في زاويا تخبطاته محاولا الاختباء من رعب المواجهة ظل يفر من الحقيقة .. فتضيق عليه الخناق يتبلد أمامها .. ولا يجيد سوى التخبط في أروقة زعمه فينفذ منها مدعيا المعرفة تارة وأخرى ينعق بما جادت به قريحته.
تسابق موجاته فترتطم بصخره محاولة إعادته إلى حول سؤالها فيحوم حول الحمى ولا يقع فيه .. يراوغها ويفر إلى حيث لا مأوى يعصمه من أسئلتها.
وبصوت يشوبه الاستياء مبحوح بالغضب تحاول إيقافه في نقطة لا مرور منها تعيد الحفاوة به وتعيد سؤالها على مسامعه بنبرة تأكيد :
– استاذي القدير ماذا فعلتم للمغتربين ..¿ وما هي الإجراءات التي اتخذتموها أمام ما يعانون من اضطهاد وتعسف وانتهاك وظلم ..¿
يتنحنح ويتأتئ ثم يرد وكأنه أسقط من شاهق :
– أأأأأ ..ممممم .. حقيقة .. !! قوانينهم لا تكفل للمغترب اليمني أي حقوق .. ولا يحق لنا التدخل في سيادة قوانينهم .
أوقفته بنبرة استغراب .. بينما يجرفها الذهول من إبحاره العشوائي .. تهدج صوتها بمرارة فهمست بقهر:
– استاذي لهم قوانينهم .. لهم احترامهم .. لهم سيادتهم .. لا أسألك عنهم أكرر سؤالي أنتم المعنيون بشأن المغتربين ماذا فعلتم لهم ..¿
لحظة صمت وكأنها استعادة لذاكرة فقدت في زقاق ما .. استرد أنفاسه التائهة ثم أجاب متلعثما:
– أكيد عملنا الكثير ولا ينكر ذلك إلا جاحد .
كانقضاض نسر على فريسته.. تختطف اللحظة من فمه.. وبنبرة ابتهاج لما ستسمع عل أساريرها تبتهج.. سألته :
– مثل ماذا..¿ ماذا فعلتم ..¿ فأجاب مكررا بنبرة فخر بانجاز ما وبالديباجة نفسها لا اختلاف فيها ولا تضاد :
– أرسلنا وفدا من شخصيات رفيعة المستوى للنظر في أمرهم .. وها نحن نترقب ما يفضي إليه الوفد من نتائج.
لحظة بهتان تحتل المكان ..!! تتقاذفها الأسئلة بمجاديف واهنة في خضم موج عاصف.. ينتف صبرها أعاصيره المتلاطمة يتقاذف عجزها تطرف رده.. يحصدها صرير الانتظار للاشيء ¿!! فتسقط في قعر الذهول.. تستعيد أنفاسها وتعيد السؤال :
– هل من إجراءات أخرى اتخذتموها لإيقاف نزيف ما يحدث ..¿
يصلها صوته متبخترا بأريحية تامة :
– ما بأيدينا شيء حتى يعود الوفد محملا بالنتائج والبشائر .. فما علينا سوى الانتظار ..!!
وعندما صفعته نظرات دهشتها .. استأنف لغطه من جديد كبغبغاء ثرثار منتشيا بزهو تبجح :
– لقد تم تشكيل وفد رفيع المستوى للنظر في الأمر ..!! فلننتظر …!!
صعقها رده.. فهمست لسخطها وهي تهدهد انجراف غضبها :
– أي وفد ..¿!! وأي مهزلة لا تفقهها أوجاع المغلوبين على أمرهم وجروح المطحونين بالغربة والذل الممتهنة كرامتهم والمسفوكة دماؤهم بأيدي التسلط والتجبر.
تصرخ لنفسها بحسرة وتدوي صرخاتها من أعماق أعماقها :
– أي رفعة تنعقون بها ..!! وأي مستوى تدعون ..!! فلتحفظوا ما تبقى من ماء وجوهكم .. يكفي امتهان أي رفعة تتبجحون بها .. وأي قعر تزعمون ..¿!!
لم يسمعها جدله .. ولم يصغ لها تبجحه .. ترشقه بنظرات دهشتها .. فيتأرجح أمامها منتشيا .. يزهو بحضوره المنتحر .. فتسقط في غياهب القهر أثرا من بعد عين.

balkbsy@yahoo.com

قد يعجبك ايضا