الحديدة .. مظالم يجب أن تغادر!!

عبدالله الصعفاني

مقالة


 -  أن يكون مطار الحديدة هو المكان المفضل لهبوط طائرة الرئيس هادي وهو يعود من روسيا فهي إشارة إلى أنه التقط الخطر القادم من أكثر المحافظات اليمنية وداعة ورقة وعطاء وإحساسا بالظلم.
عبدالله الصعفاني –

مقالة

< أن يكون مطار الحديدة هو المكان المفضل لهبوط طائرة الرئيس هادي وهو يعود من روسيا فهي إشارة إلى أنه التقط الخطر القادم من أكثر المحافظات اليمنية وداعة ورقة وعطاء وإحساسا بالظلم.
< لقد جاءت الزيارة وتهامة الغرب غارقة في الأمور المؤلمة والأوجاع المتراكمة.
– إحساس تهامي عام بوجود تمييز في النظرة إلى مظلومية المناطق وسط تصور قاصر بأن الحراك التهامي ليس سوى محض زوبعة في فنجان يقوم به نفر من أبناء المحافظة.
< نسي معظمنا أن الفساد أوصل الناس في محافظة الحديدة إلا القناعة بأنه ليس للمبلل أن يخاف من المطر.. وأنه لا بد أمام المظالم من التفكير بصوت صارخ تحت شمس طالما أحرقت جلود أصحاب القلوب البيضاء.. فيما لا نظرة رحمة لسكان محافظة تجمع معاناتهم بين انطفاءات الكهرباء ولهيب الفواتير والسطو على الأراضي وصعوبة العيش في مستنقعات الصرف الصحöي.. فضلا عن البطالة والفقر وسوء التغذية.
< وحتى عندما تمسك التهاميون بالبحر مصدرا من مصادر اكتساب الرزق وجدوا أنفسهم أيتاما في قوارب صغيرة لا يحترمها لئام سفن الصيد الغازية التي يلتقي فيها منú يجرفون البيئة البحرية وينهبون الثروة مع القراصنة الذين يخطفون القوارب اليمنية بمنú فيها إلى أريتريا خارج كل القواعد القانونية وحتى الآدمية.
< وحسنا فعل الرئيس وهو يوجöه من جديد بسرعة معالجة جميع القضايا الحقوقية لأبناء تهامة بعد أن كان ألغى الاتöفاقات والتصاريح للقوارب الأجنبية.. وهي الاتöفاقات الغارقة في الفساد.. بدليل ما أحدثه العمل بها من الاصطياد والتجريف البشع داخل المياه الإقليمية اليمنية.
< وعندما يقول محافظ الحديدة أكرم عطية بأن ما حدث في الحديدة من أمور هو مجرد سحابة صيف.. فإن الكلام على ما فيه من الرومانسية قد يصلح في حوار غنائي بين شادية وعبدالحليم حافظ.. لكنه لا يغني عن مسارعة المحافظ إلى تنفيذ كل توجيهات الرئيس في الميدان.. حيث حاجة مناطق وناس تهامة لمعالجة قضايا وأوجاع كثيرة ذات بعد وطني وإنساني لن يستقيم العمود الفقري للعدل بدون التعاطي المسؤول معها.
< إن منú يعايش معاناة أبناء تهامة سيقف على حقيقة أن كل واحد من شريحتهم الفقيرة الأوسع يستحق أن يمنح لقب المناضل الجسور.
– معاناة مع الكهرباء.. معاناة مع طفح المجاري.. ومعاناة مع الفواتير.. وتردي الخدمات وسوء التغذية وانتشار الأوبئة والأمراض والفقر والبطالة وشتى صور الظلم والمحسوبية في أسوأ عملية استغلال لطيبة التهامي وسلميته وطول باله في التعاطي مع الذرائع السامجة والحجج البالية.
< وإذا كانت الحلول الأمنية مناسبة لمواجهة آثار الفساد المتمثöلة في انتشار تهريب وتوزيع المخدöرات والحشيش والدراجات والسلاح والقتل فإنها لا تنفع لإزالة ردود أفعال الإحساس بمعنى كون أكثر من ثلث أطفال الحديدة يعانون من سوء التغذية وتزايد نسبة الفقر والبطالة والأمراض وتعثر مئات المرافق الصحöية.. فضلا عن تصدر الحديدة لعدد حالات الانتحار خلال العام الفائت 2012م.
< معاناة ومظلوميات تهامة ليست ترفا أو شططا.. وليست فائضا أيديولوجيا.. وإنما فائض مظالم حان لها أن تغادر.

قد يعجبك ايضا