يمـــن فوتـــوشــــوب

أحمد غراب

 - حتى الثورة طلعت فوتوشوب.
صورة اليمن السعيد طلعت فوتوشوب
اليمن السعيد الذي نبحث عنه واقع وليس صورة .
التغيير الفوتوشوب هو الذي تتغ
أحمد غراب –
حتى الثورة طلعت فوتوشوب.
صورة اليمن السعيد طلعت فوتوشوب
اليمن السعيد الذي نبحث عنه واقع وليس صورة .
التغيير الفوتوشوب هو الذي تتغير فيه الصور في حين تظل القلوب كما هي فلا يتغير الواقع.
الفوتوشوب يستطيع أن يحرف كل شيء ممكن يصور لك جائع وهو يحمل قرص سبايا بحجم قرص القمر.
شاهدت صورة بالفوتوشوب ليمني وهو مخزن فوق طائرة بدون طيار ما جعلني اكتب على حائطي في الفايسبوك خبر عاجل سقوط طيارة بدون طيار في بيت الكوماني ومصرع جميع المقاوتة الذين كانوا على متنها .
وشاهدت صورة لأوباما وبيده قات مطيور ولابس شميز مخطط وفوق رأسه الغترة وكأنه لسه خارج من سوق فروة.
تصوروا أن تقنية الفوتشوب كانت موجودة أيام الحكيم علي ولد زايد وأراد أن يحول أفكاره إلى صور فوتشوب سنرى بأعيننا صنعاء وهي عصيدة وقاع جهران ملوجة واحدة والبحر الأحمر مرق يعج بالحوائج ومن لا يريد مرق نسوي له من البحر العربي زوم .
عندما تأخذ هذه الصورة بما فيها من تصميم لبحار مرق وزوم ومدن عصيد وملوج هل تستطيع أن تطعم بها طفل جائع ¿!
قطعا لا لأنه لو كانت الصورة تغني أو تسمن من جوع لما قال علي ولد زايد
وانك من الجوع هارب فاهرب سحول ابن ناجي.
بل كان سيقول وانك من الجوع مكروب فعليك وعلى الفوتشوب.
اقتصادنا فوتشوب تجد مخططات ورؤى وإعلانات وقرارات وقوانين وتصريحات لكن لاتجد على الواقع مصانع ومزارع وفرص عمل .
استثماراتنا فوتشوب تجد مستثمرين منزلين بروشورات عليها صور فوتوشوبية لطرق ومدن وشقق ومنتزهات ولا في الأحلام تنظر إلى البروشور فتندهش من أن يكون هذا الشيء موجود في اليمن وهو مجرد خداع بصري وعندما تذهب إلى المكان المكتوب في البروشور لاتجد أي وجه شبه بين الصور التي رأيتها وبين الواقع.
وعلى سيرة الفوتشوب تحضرني قصة للرئيس السوفيتي الراحل جورباتشوف حيث دأب في عيد العمال على زيارة المصانع ومكافأة المجد من العمال .. فقام بجولة وزار مصنع البلاستيك ووجد عاملا مجتهدا وسأل عن سيرته فوجدها منضبطة فكافأه بجائزة أن يمنح عربة وبيتا ومرت الأيام وفي عيد العمال المقبل قام جورباتشوف بجولته ومر على ذات المصنع ووجد نفس العامل بدأبه وسأل عن سيرته فأمر بمكافأته بعربة ومنزل فقال له العامل: يا سيادة الرفيق انت العام الماضي كافأتني بعربة وبيت ولم يمنحوني إياهما فسأل مدير المصنع لماذا لم تنفذوا كلامي¿! فما كان من مدير المصنع إلا أن أحضر له صحيفة (البرافدا) وهي لسان حال الحزب وقال له: “اعطيناه العربة والبيت وهذه صورته يقف أمام البيت وأمامه العربة” فقال جورباتشوف للعامل: “اعطوك يا ابني لكن يظهر انك ما بتقرأ البرافدا”!!
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي

قد يعجبك ايضا