على طاولة مؤتمر الحوار‮ (‬رؤيــــة‮)‬

عبدالرحمن مراد

مقالة


عبدالرحمن مراد –

مقالة

بقراءة حركة المجتمع في‮ ‬سياقها التاريخي‮ ‬وما تركته تلك الحركة من أثر في‮ ‬البنية الثقافية في‮ ‬المستويين الاقتصادي‮ ‬والاجتماعي‮ ‬نجد أن أهم مرتكزات البناء الاقتصادي‮ ‬لا‮ ‬يخرج عن الزكاة والوقف‮ ‬وفي‮ ‬ظني‮ ‬أن إعادة ترتيب هاتين البنيتين بما‮ ‬يتوافق وتموجات المجتمع والأهداف والغايات من تشريعها العقائدي‮ ‬وتجديد الوظائف لهما‮ ‬‮ ‬وفي‮ ‬حركة إنتاجية تساهم بقدر وافر من التخفيف من حدة الفقر وحدة المعاناة التي‮ ‬يواجهها أفراد المجتمع‮ ‬كما أن التفكير بقيم إنتاجية قد‮ ‬يساهم في‮ ‬توفير فرص عمل وبما‮ ‬ينمي‮ ‬الروح الإنتاجية عند من اعتادوا مد أياديهم إلى الناس إما أعطوهم أو منعوهم‮ ‬وبين المنع والعطاء ذات كرمها الله ويفترض أن نحفظ لها قيمتها وكرامتها‮.‬

وبالعودة إلى موضوع الزكاة التي‮ ‬تشكل بعدا عقائديا قائما على مبدأ التطوير وذات مصارف نص‮ ‬عليها القرآن بصيغة قطعية نجد أن هذا الوعاء الإيرادي‮ ‬ما‮ ‬يزال بذات المصطلحات والإجراءات التقليدية به‮ ‬كما أن الممارسات الخاطئة لكثير من العاملين قد أحدثت شرخا في‮ ‬الجدار العقائدي‮ ‬وجدار الثقة بين الأفراد المكلفين وأولئك الذين‮ ‬يقومون بالتحصيل‮ ‬وبالمثل نجد أن الوقف مايزال خارج نطاق التحديث ويعمل بذات الآليات التقليدية في‮ ‬كثير من بقاع اليمن ويكاد‮ ‬ينحصر في‮ ‬القائمين عليه ولا‮ ‬يصل إلى مقاصد الواقف إلا في‮ ‬مواقف بعينها خوف حمرة الخجل‮ ‬ولذلك أصبح تحديث الوظيفة والغاية وبما‮ ‬يتوافق مع مقاصد الإسلام في‮ ‬الزكاة ومقاصد الواقف في‮ ‬الوقف ضرورة ملحة‮ ‬وتبعا لما تمليه البنية الثقافية ومكونها التاريخي‮ ‬والعقائدي‮ ‬قد‮ ‬يصبح تشكيل مجلس بلدي‮ ‬للشؤون الإسلامية‮ ‬يشرف ويدير ويراقب الشأن الديني‮ ‬في‮ ‬بعده الاقتصادي‮ ‬وبما‮ ‬يحقق‮ ‬غايته الاجتماعية وبما‮ ‬يحفظ كرامة الإنسان وبما‮ ‬يخفف من معاناة الإنسان وبحيث تتحول شبكة الضمان الاجتماعي‮ ‬كجزء من مهامه بدل ذلك الترهل الإداري‮ ‬وذلك الفساد في‮ ‬صندوق الرعاية الاجتماعية‮ ‬وتظل الرعاية ذات خصوصية من خلال الاتصال والتواصل والاستمرارية ومن خلال المعرفة والقرب حين‮ ‬يكون المجلس منتخبا في‮ ‬كل وحدة إدارية من ذوي‮ ‬الاختصاص من رجال الدين وخطباء المساجد ومن أمناء الزكاة في‮ ‬القرى والعزل وبحيث تحدد الاختصاصات في‮ ‬الضمان الاجتماعي‮ ‬في‮ ‬توفير فرص عمل تبعا لخصوصية كل منطقة أو وحدة إدارية‮ ‬‮ ‬ودعم المشاريع الإنتاجية الصغيرة والإسهام في‮ ‬توفير الخدمات الاجتماعية من خلال الاستثمار فيها‮ ‬‮ ‬وحفظ أموال الوقف ورعاية المساجد والقائمين عليها وتحديد رواتبهم والقيام بأعمال التوسعة والبناء والترميم والتأثيث والتحصيل للموارد تحت إشراف الجهة المختصة كالمالية‮ ‬ويخضع المجلس للرقابة والتفتيش من الجهات المخولة قانونا‮ ‬وبحيث تكون هيئته الإدارية محددة المهام ولا تزيد مدتها الزمنية عن أربع سنوات‮ ‬وبمثل هذا النهج قد نحد من ارتفاع نسبة الفقر التي‮ ‬بلغت ‮٠٦‬٪‮ ‬في‮ ‬المناطق الريفية كما تتحدث التقارير‮ ‬كما أننا نعمل على تنمية المناطق النائية من وجوه متعددة بالإضافة إلى شعور المجتمع بالشراكة في‮ ‬عملية التنمية وإحساس المجتمع بفاعليته‮ ‬يضاعف من جهده في‮ ‬العمل والبناء‮.‬
كما أن المثقف الديني‮ ‬من خلال احتكاكه بقضايا الناس وهمومهم اليومية سيكون أكثر تفكيرا بقضايا التنمية والبناء وأكثر تفاعلا مع قضايا اللحظة الجديدة وأكثر تفكيرا فيها‮ ‬وهو بالضرورة من خلال الصيغة التفاعلية اليومية سيكون منصرفا عن قضايا الهدم والتكفير وجاهلية ال

قد يعجبك ايضا