محللون أم مطبلون سياسيون¿!

حسين محمد ناصر


 - التحليل السياسي في القنوات الفضائية اليمنية أصبح أمرا يثير السخرية والرثاء ويكاد يكون ظهوره على الشاشة أكثر من ظهور النشرات الأخبارية.
حسين محمد ناصر –

التحليل السياسي في القنوات الفضائية اليمنية أصبح أمرا يثير السخرية والرثاء ويكاد يكون ظهوره على الشاشة أكثر من ظهور النشرات الأخبارية.
وإذا كان معدو الأخبار ومدراء الإدارات الأخبارية يدركون ماهية المحلل السياسي.. صفاته .. خبراته .. إمكاناته العلمية والسياسية والثقافية أو يقدمونه للناس عقب النشرات لتسليط الأضواء على حدث أو مناسبة ما فإن ذلك سيعتبر من مهامهم العملية التي تحرص على تطوير الأداء الأخباري للوسيلة الإعلامية التي يعملون في إطارها لكن المشكلة أنهم لا يدركون الكثير من مفاهيم التحليل السياسي ولا صفات وشروط من يضطلع بهذا الدور .. الأمر الذي يجعل من ظهور كثير من أدعياء التحليل السياسي مجالا للتندر والامتعاض من المشاهد وهو يرى ويسمع تلك الجمل الإنشائية التي تلوك بها ألسنة البعض من الصحفيين المبتدئين أو السياسيين الذين يعملون في مناصب عامة (ونعلم جيدا كيف وصلوا إليها وما هي إمكانياتهم الثقافية والعلمية¿!) .
لقد أصبح التحليل السياسي في وسائلنا الإعلامية وخاصة – البصرية منها مهنة متخمة بكثير من المتطفلين والمتنطعين ومحبي الظهور دون علم وخبرة .. ولم يعد أحد يحرص على متابعة هذا العبث بوقت وعقل المشاهد لاختلاط الحابل بالنابل.
نعم .. هناك بعض الزملاء الذين يتحدثون جيدا عبر قراءة دقيقة للواقع وإدراك لمجرى إحداثه ويوصلون الكثير من المعلومات إلى المشاهد بأسلوب ممتع وبصفاء ذهن ممتاز ومنهم على سبيل المثال الأساتذة (نصر طه مصطفى) و(عبدالباري طاهر وعمر عبدالعزيز وعلي سيف حسن وطاهر شمسان إلا أن موجة الاكتتاب وطابور التحليل السياسي الغث هو المتصدر اليوم لهذا المجال بشكل جعل المشاهد يسأل عن غياب تلك الاسماء وغيرها عن القنوات الرسمية والأهلية بدلا من استقدام البعض ممن لا خبرة له ولا ثقافة ولا تجربة سياسية لإزعاج الناس وتشويه الأحداث وتعبئتهم تعبئة خاطئة لا تستقيم والمجرى الصحيح لها .. ناهيك عن إقحامهم لعواطفهم وآرائهم الشخصية ورؤية أحزابهم لها فتأتي تحريضية حزبية بعيدة عن الحدث والتفسير والتحليل الصادق له.
نقول .. إذا كانت الوسائل الإعلامية الحريصة على تضمين برامجها الأخبارية برؤية تحليلية سياسية فإنه ينبغي عليها اختيار عناصر كفؤة وقادرة على التحليل السياسي بحيادية ونظرة علمية والقيام بتدريبها وتأهيلها تأهيلا جيدا يسمح لها بالدخول إلى منازل الناس ومخاطبتهم بخطاب يستهدف مساعدتهم على الإلمام بواقع الأحداث وأبعادها وهناك الكثير من الكتب الخاصة بالتحليل السياسي ويستطيع المسؤول عن هكذا مهمة أن يستخدم جهاز الإنترنت ليرى ويقرأ كم هي كثيرة الكتب التي تتحدث عن مفهوم التحليل السياسي وأبرزها كتاب «التحليل السياسي الحديث» لمؤلفه «روبرت أ . دال» و«مقدمة في التحليل السياسي القياسي» و«فقه الواقع ومهارات التحليل السياسي» وهناك العديد من الدراسات التي تتحدث عن هذا الفن السياسي الإعلامي المسؤول.
«قبس»
يلجأ بعض محرري البرامج الإخبارية إلى استضافة العديد من الأشخاص من ذوي التخصصات الأكاديمية السياسية والبحثية كي يتحدثوا في شأن سياسي ما البعض من هؤلاء يقدم تحليلا محايدا يلامس الواقع والآخر يلجأ إلى إسقاط سياسة الحزب المنتمي إليه على الحدث فيقدمه بصورة مملة وممجوجة ومكررة يطغى عليها التعصب الحزبي مما يدفع بالمتلقي إلى البحث عن قناة أخرى.

قد يعجبك ايضا