ليـــس الآن
معين النجري
معين النجري –
يحدث أن يأتي شهر رمضان للمرة الثانية والخوف ما يزال يتجول في شوارع المدن اليمنية كزعماء العصابات.. هذه المرة لن يحتاج إلى انتقاء ضحاياه مثلما كان يفعل سابقا . لقد أصبح يجيد الأمثال الشعبية ويحاول تطبيقها (الطارف غريم).
رمضان للمرة الثانية على التوالي يفقد ابتسامته المعتادة لكنه ما يزال محتفظا بالبركة التي يعيش عليها معظم اليمنيين منذ أن دخلوا في دين الله أفواجا.
ها نحن الآن ورمضان في مواجهة غير متكافئة , ومع هذا ينظر إلينا بود لكنه لا يملك أن يتخلى عن أحد أسلحته التي تضمن له التفوق , وبالمقابل فقدنا ونفقد نحن كل ساعة عوامل القوة ولم نعد قادرين حتى على ممارسة العتب بعد أن أصبحنا محترفين في نسج الحزن وزراعة المآسي لنحصدها ضعف و تشتتا وفشلا ومن ثم تلاشيا.
نحاول أن نطبع مراسيم الاستقبال بتقديم بعض المظاهر التي سرعان ما تفشل عند باب أقرب مسجد في حارة صغيرة. نهنئ بعضنا بقدومه وفي القلب ألف حسرة, نقاتل الظروف بإصرار عجيب , نسقط مرات ومرات وننهض وعلى شفاهنا تضج عشرات الأسئلة التي نتمنى أن نضعها على طاولة رمضان في حلقة حوار على شاشة أتفه فضائية علنا نتلمس طريقا لنا ولأمثالنا إلى مربع الأمان.
يحدث أن يأتي رمضان للمرة الثانية والألم يدق أبواب قلوبنا بعنف فنضع في آذان الروح عطبه من الصبر.
هذا ليس عدلا . أهكذا يجب أن نستقبل رمضان¿ هل فقدنا حتى الأدب في التعامل مع الضيوف¿ ما كل هذه الضجة المفتعلة التي نصنعها هنا¿
كل شيء سيسير على ما يرام, و سنجد أنفسنا في مواجهة أيضا غير متكافئة مع العيد, لن يكون رمضاننا ثقيلا رغم كل ما قاله خبراء الطقس و المناخ.
أما واقع اليمن فلا علاقة لرمضان به , سيأتي رمضان في موعده حتى لو تحولت البلاد إلى جرداء , وسيكون في موعده وهي جنة وارفة الظلال.
اللعنة على السياسة التي تدخل حتى بين العبد وربه لتحدد مستوى التواصل وحميمية العلاقة, هل سينجح رمضاننا في تطهيرنا ولو بنسبة بسيطة من هذا القرف السياسي الذي لوث حياتنا بامتياز.
آه يا رمضان كم أنت مربك ومبروك في نفس الوقت… رمضانكم كريييييييم.