وفاء ووفاة

د سعيد محمد الشيباني

 - من شهر يوليو من العام الجاري 2012م انتقل إلى جوار ربه رجل الاقتصاد الوطني المميز أحمد هائل سعيد أنعم عن عمر بلغ 81 عاما (1932 – 2012م) وذلك بعد معاناة طويلة صابرة مع المرض.
حقا لقد مات أحمد
د/ سعيد محمد الشيباني –
من شهر يوليو من العام الجاري 2012م انتقل إلى جوار ربه رجل الاقتصاد الوطني المميز أحمد هائل سعيد أنعم عن عمر بلغ 81 عاما (1932 – 2012م) وذلك بعد معاناة طويلة صابرة مع المرض.
حقا لقد مات أحمد هائل سعيد أنعم مفردا لذاته ولكنه لم يمت مفردا لدى الآخرين (أرحام وأقرباء وأهل وأصدقاء وآخرين) أحمد هائل سعيد أنعم أحد أبرز رموز القطاع الخاص والرأسمالية الوطنية الخلاقة بالتميز في اليمن وأحد ألمع نجوم كوكبة الجمعية التأسيسية للبنك اليمني للإنشاء والتعمير 25- 27/10/1962م وعضو أول وثاني مجلس إدارة البنك 1962- 1962م ممثل لمجموعة هائل سعيد أنعم وأحد أبرز الأعضاء المؤسسين الذين أثروا تجربة البنك اليمني للإنشاء والتعمير (أول بنك وطني في اليمن – يحتفل في يوم 28/10 من العام الجاري بعيد ميلاده الخمسين أو الماسي) بالأفكار العلمية والعملية والتجارب العملية الرائدة التي أسهمت في تحقيق تلك النجاحات التي عرفها البنك خلال أطوار مرحلة الانتقال من طابع القرون الوسطى إلى عتبة العصر الحديث والتي استطاع بها البنك الوحيد آنئذ أن يصبح الواجهة والوسيلة الاقتصادية والمالية للشطر الشمالي من اليمن حينئذ من ناحية أولى والداعم الرئيسي للمسار التنموي الوطني والمعبر عن الشخصية المستقلة للنظام المصرفي اليمني الشمالي والجهاز المشرف على النظام المالي للدولة خلال السنوات 1962- 1972م بالتعاون مع وزارة الخزانة (المالية حاليا) ولجنة النقد اليمني 1964- 1971م.
ولد أحمد هائل سعيد أنعم عام 1350هـ 1932م في قرية قرض (التي دفن فيها بعد ظهر يوم الاثنين 9/7/2012م) عزلة الأعروق ناحية القبيطة درس القرآن الكريم وبعض قواعد الحساب الأولية في مدرسة (الأوساط) في الأعروق في سن الرابع عشرة انتقل إلى عدن ملتحقا بوالده الحاج هائل سعيد أنعم (1322هـ – 1902م/ رمضان 1411هـ 23/ابريل 1990م) ليتابع دراسة اللغة العربية والانجليزية بجانب مزاولته النشاط التجاري مع والده الذي اكتشف فيه الذكاء الفطري والحس التجاري الناضج مما دفع بوالده إلى أن يرسل به إلى الصومال (بربرة) ليكون مسئولا عن شركة المواد الغذائية تمكن خلال عامين من إدارة الشركة بنجاح رغم أنه كان لما يزل يافعا على اعتاب سن الشباب ثم عاد إلى عدن لمزاولة النشاط التجاري مع والده في شطري الوطن يومئذ.
في عام 1957م كان أحمد هائل سعيد أول رجل أعمال يمني يمثل شركة هائل سعيد أنعم وشركاءه (قطاع خاص) يزور الاتحاد السوفيتي استجابة لدعوة خاصة لشركة هائل سعيد أنعم وشركائه من قبل الملحقية التجارية السوفيتية في السفارة السوفيتية (تعز – عاصمة المملكة المتوكلية اليمنية 11/4/1918م – 25/9/1962م يومئذ) بهدف إقامة علاقات تجارية بين البلدين على ضوء الاتفاقية التجارية الجديدة بين البلدين الموقعة بتاريخ 8/3/1956م التي جاءت بدورها نتيجة لاستئناف التجديد الثالث بتاريخ (3 أكتوبر 1955م) لاتفاقية الصداقة والتجارة الأولى الموقعة في (أول نوفمبر 1928م) لقد اخترق أحمد هائل بتلك الزيارة ما كان يسمى (بالستار الحديدي).
لم يكن أحمد هائل سعيد أنعم ممن ينطبق عليهم قول المثل (استسمنت ذا ورم) لأنه يملك القدرة على فهم مضمون قول أبي الطيب المتنبي (915- 965م) (إن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم) بل ممن ينطبق عليه بهذا القدر أو ذاك قول المتنبي نفسه (وتصغر في عين العظيم العظائم) كما لم يكن ممن يتيمنون بـ(السائح بعد البارح) ولا ممن يعملون ويعيشون: (بين سمع الأرض وبصرها) بل ممن يستبصرون الأمور عبر التأمل الحي والاسترجاعي ويستبصر العواقب ببعد ذي القدرة على اختيار التصرف السليم بكفاءة وجدارة ذهنية وعملية خالية من سمات المزاجية الإدارية والموجات الإنفعالية.
شغل أحمد هائل مراكز إدارية عليا في شركة هائل سعيد أنعم وشركائه ثم في مجموعة هائل سعيد أنعم وشركائه (مدير مدير عام نائب رئيس مجلس إدارة ورئيس مجس إدارة مشرف عام خلال الأعوام 1947 – 1968م) وفي الغرفة التجارية كما شغل منصب القنصل التجاري للمملكة الدنماركية منذ عام 1974م ورئيس جمعية الهلال الأحمر اليمني بتعز 1985م رئيس الجمعية اليمنية لمكافحة الجذام منذ عام 1990م كان مشاركا نشطا في الحركة الوطنية ضد الاستبداد الإمامي في الشطر الشمالي والقهر الأجنبي في الشطر الجنوبي من الوطن خلال عهديهما كما شارك بفعالية حية في كثير من المؤتمرات والندوات الاقتصادية داخل وخارج اليمن خلال حياته العملية لقد كان شخصية اجتماعية مميزة بما وهبه الله من خصائص وصفات اجتماعية إنسانية حميدة رحمه الله لقد و

قد يعجبك ايضا