الأميــــــر نايـــف كمـــا عرفتـــه

علي ناجي الرعوي

مقالة


 - أحدث الرحيل المفاجئ لصاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز الذى انتقل 
إلى جوار ربه في آخر جمعة من شهر رجب الحرام هزة عنيفة لدى من عرفوا 
الامير الراحل او تابعوا حياة هذه الشخصية العربية الفذة وما حفلت به من أدوار 
وانجاز
علي ناجي الرعوي –

مقالة

أحدث الرحيل المفاجئ لصاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز الذى انتقل
إلى جوار ربه في آخر جمعة من شهر رجب الحرام هزة عنيفة لدى من عرفوا
الامير الراحل او تابعوا حياة هذه الشخصية العربية الفذة وما حفلت به من أدوار
وانجازات ومواقف وما قدمته من اسهامات سواء أكان ذلك على صعيد بناء
المجتمع السعودي وتأمين مسيرة نهوضه ام على النطاق العربي وخدمة قضايا
الامة.
اقول ذلك من وحي ما تحتفظ به الذاكرة عن اللقاء الوحيد الذى جمعني بالامير
الراحل وذلك عندما شرفني قادة العمل الإعلامي العربي بالحديث نيابة عنهم في
الاجتماع المشترك مع قيادات الاجهزة الأمنية العربية والذي عقد بالرياض في شهر
نوفمبر عام 2007م برئاسة سمو الامير نايف بن عبدالعزيز وهو الاجتماع الذي
كان مخصصا لبحث مخاطر تفشي الجريمة وظاهرة التطرف والارهاب في
المنطقة العربية ودور المؤسسات العربية في مواجهة هذه الانحرافات الخبيثة التي
تنخر في جسد مجتمعاتنا..
وبالنظر إلى حساسية مثل هذه الموضوعات التى يناقشها الاجتماع فقد كان ذلك
باعثا لإقتناص فرصة الاستراحة التى اعقبت الجلسة الأولى للحديث مع الامير
الراحل والوقوف على رؤيتة وتصوراته حيال مايتصل بمكافحة الجريمة والتصدي
لظاهرة الارهاب.
ومن عباراته الاولى التي استهل بها الامير نايف حديثه فقد اكتشفت أن من أجلس
إلى جواره ليس فقط قياديا محنكا ورجل دولة من الطراز الأول نجح في توظيف
كل امكاناته وقدراته وملكاته الإبداعية في مصلحة شعبه وبلاده والأمة التي ينتمي
إليها وإنما وجدت نفسي أقف أمام عقلية جمعت بين التواضع الجم والرؤية المستنيرة
وكذا الوعي وسعة الإطلاع حيث ان ماسمعته منه وعدد من الزملاء الإعلاميين
الذين احتشدوا إلى جانب طاولته لم يكن حديثا عاديا بل تشخيصا دقيقا للاسباب
والعوامل المؤدية للجريمة ونوازع الإرهاب والتطرف ..
وفي هذا الصدد فمازلت أتذكر أن الأمير الراحل قد بدأ حديثه بالقول : إن من العيب
أن يعتقد البعض خارج العالم الاسلامي أن ديننا الحنيف الذى يدعو إلى السلام
والتعايش والوئام الإنساني هو دين يشجع على الإرهاب فيما أن الحقيقة المؤكدة أن
من انغمسوا في أعمال التطرف والإرهاب هم أعداد قليلة من الجهلة انحرفت عن
معاني الدين الإسلامي لتعشعش في رؤوسها تلك الجهالة لتبتعد عن جادة الحق
والصواب مثلها مثل كل المنحرفين الذين لاتخلو منهم أمة من الأمم أو مجتمع من
المجتمعات.
وحالة كهذه من غير الجائز وصمها بدين او ملة او جنس او عرق. فالجنوح إلى
العنف والتطرف موجودان منذ بدء الخليقة ولاتوجد هناك مدينة فاضلة في الارض
على الاطلاق ومع ذلك فلا احد في العالم العربي والاسلامي يقبل بما تفعله او بما
يقترفه بعض المحسوبين على هذه الأمة من أفعال إجرامية أو إرهابية بدليل المتابعة
المستمرة لهؤلاء الذين نعول على العلماء الأفاضل تقويم انحرافاتهم وإخراجهم من
مهاوي الضلال الى فضاءات الخير والرشد والاتزان.
وفي رأي الامير نايف فإن كبح جماح الإرهاب والتطرف يقتضي تحركا جماعيا
من كافة الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي عموما حتى يتسنى محاصرة
هذه الآفة واجتثاث منابتها والحد من شرورها التي ألحقت الضرر البالغ بالمسلمين
وأساءت الى الإسلام وقيمه العظيمة التي تنبذ الغلو والتطرف والعنف والتشدد
وتحث على الوسطية والاعتدال والتسامح والسلام .. وتساءل الامير نايف في
معرض حديثة كيف يمكن ان يكون عناصر تنظيم القاعدة على ملة الاسلام وهم من
يسفكون دماء المسلمين في أكثر من مكان ظلما وعدوانا ليس لشيء وإنما لمجرد
إشباع نهمهم في القتل والتدمير والتخريب بعد ان استبدلوا الحق بالباطل والنور
بالظلام والإيمان بالكفر.
ومن خلال هذا الطرح المتعمق والمتفحص فقد أمكن لي التعرف على بعض
المفاتيح التى أدار بها الأمير نايف رحمه الله المعركة ضد الإرهاب في بلاده وكيف
نجح في كسر شوكة اولئك الارهابيين الذين ارادوا جعل تلك المعركة الاكثر دموية
والأكثر تدميرا .. ولماذا ايضا رفض المساومة على أمن بلاده وترك ارض
الحرمين فريسة سهلة للعناصر المتطرفة وادواتها التخريبية وال

قد يعجبك ايضا