أطفال اليمن..



تحــقــــيـــــق/ فتحي الطعامي
> تتزايد نسب الأطفال العاملين في الشوارع في ظل مخاوف وتحذيرات جهات عدة من الآثار السلبية لهذه الظاهرة التي أصبحت تهدد السلم الاجتماعي .. إلا أن هذه الظاهرة برزت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة بسبب الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد نتيجة الأزمات السياسية الأمر الذي أثر في الوضع المادي والاقتصادي لكثير من الأسر .. ولعل من أبرز أخطار هذه الظاهرة هو الأعداد الكبيرة لتسرب هؤلاء  للأطفال العاملين في الشوارع  من الدراسة ناهيك عن الاخطار الاجتماعية والاخلاقية .. التي يتعرض لها الاطفال العاملون .. وكذا قيام كثير منهم بالعمل في مهن هي أكبر من طاقتهم وأجسامهم
تحذيرات دولية
ثمة ما يدعو إلى القلق والخوف على مستقبل الأطفال في اليمن .. فهم أصبحوا مهددين بالموت .. هذا ما أكده تقرير منظمة الأمم المتحدة (اليونيسف) حول وضع الأطفال في اليمن والذي أظهر جزءا من معاناة هذه الشريحة..
ويوضح التقرير الذي صدر قبل أيام أن ما يقارب من نصف مليون طفل يمني باتوا مهددين بالموت نتيجة لسوء التغذية ..
ويرجع التقرير أسباب هذه الوضع إلى العديد من القضايا أبرزها النزاعات السياسية والفقر وانعدام الخدمات وارتفاع أسعار الغذاء والوقود .. واعتبر التقرير أن التقاعس في التصدي لهذا الوضع شيء لا يمكن السكوت عنه.. ولم ينس التقرير أن يصنف اليمن ثاني دولة في العالم بعد أفغانستان من حيث ارتفاع سوء التغذية للأطفال …. الخ
لعل ظاهرة عمالة الأطفال تأتي الأبرز والأكثر حضورا  إذ  أصبحت تتزايد بشكل سريع بتزايد رقعة الفقر في اليمن وأصبحت تشكل هاجسا لدى الكثير من المهتمين والمعنيين.. فالفقر والجوع والعوز والثقافة السلبية وعدم وجود حاضن تربوي لهؤلاء الأطفال أسهمت بشكل مباشر في تفاقم هذه الظاهرة وعملت على تزايدها ودفعت بهذه الشريحة البريئة للانخراط في العمل .. في الجولات والأسواق .. وفي كل المهن والأعمال تجد أطفالا في عمر الزهور يقومون بالعمل إعانة لأسرهم وذويهم ممن جار عليهم الزمن وأجبرتهم الظروف على الدفع بفلذات أكبادهم إلى هذه الأعمال ..
وتحذيرات محلية
ولأن هذه هي الأبرز فقد أخذت اهتمام برلمان الأطفال في اليمن والذي أكد في تقرير حديث صادر عنه أن عدد الأطفال العاملين في اليمن بلغ حوالي 600 ألف طفل يمارسون أعمالا شاقة وخطرة لا تتناسب مع أعمارهم كحمل الأحجار والعمل في ورش الحدادة والنجارة وسمكرة السيارات ومحطات الباصات إلى جانب العمل كباعة متجولين في الشوارع والجولات .
وحذر التقرير من زيادة ظاهرة عمالة الأطفال التي تجعلهم عرضة للمخاطر والممارسات السلبية كالإدمان على التدخين وتعاطي القات واستغلالهم من قبل العصابات في القيام بأعمال غير مشروعة كالترويج للخمر والمخدرات والأعمال المخلة بالآداب.
وأوضح التقرير أن بعض الأطفال يعملون لمدد تصل الى17ساعة في اليوم ويتقاضون أجورا زهيدة ودعا الحكومة إلى تكثيف جهودها والتقليل من عمالة الأطفال معتبرا أن الجهود المبذولة لا تزال دون المستوى المطلوب. ويحظر القانون عمل الأطفال في مهن خطيرة حددها ب72مهنة أو العمل لمدد زمنية تزيد عن ست ساعات في اليوم كما ينص على معاقبة أصحاب العمل المخالفين بالحبس لمدد تصل إلى عشر سنوات.
كما  تشير بعض التقارير الحكومية ومنها الصادرة عن وزارة التجارة والصناعة ( ..  أن أعداد الأطفال العاملين في الشوارع تتراوح بين (13.000- 15.000) طفل معظمهم يعملون ببيع الصحف والماء والسلع المنزلية وأشرطة التسجيل والفواكه والخضروات فضلا عن تنظيف السيارات. منوهة إلى أن 41% من هؤلاء الأطفال يبيعون منتجات زراعية وسمكية في بسطات ويتعرضون لمطاردة الجهات الحكومية.

واعتبرت الدراسة الفقر أنه السبب الرئيسي لظاهرة عمالة الأطفال وهو الذي يقف وراء حرمان الأسر أبناءها من دخول المدارس أو مواصلة التعليم لعدم قدرة تلك الأسر على تحمل تكاليف الدراسة.
كما أشارت الدراسة إلى أن 40% من الأطفال العاملين في اليمن يعملون بمعدل (11-17) ساعة يوميا فيما تعمل نسبة 42% منهم بمعدل (6-10) ساعات يوميا موضحة أن قانون العمل اليمني لا يسمح للأطفال بالعمل إلا في حدود مهن محددة سماها وأن المادة (45) من قانون العمل العام 1995م أجازت عمل الأطفال ضمن ما هو محدود من مهن بما لا يزيد عن سبع ساعات في اليوم أو 42 ساعة في الأسبوع ويمنع تشغيل الطفل لأكثر من أربع ساعات متواصلة دون انقطاع .
في كل المهن وبكل الاعمال
في الورش وفي أسواق القات ومحلات التنجيد تجد أطفالا يمارسون مهنا هي أكبر من أعمارهم وأجسادهم .. فهناك أطفال يبيعون المناديل و دبات الماء الفارغة  التي يجمعونها من الشوارع والحارات والتي ربما يقطعون بسببها مسافات كبي

قد يعجبك ايضا