المستقبل «بدون دجل»
–
نبيل حيدر
> نحلم دائما بمستقبل مشرق نستشرف الإشراق ونستشرق المستقبل في أحلام جميلة كقوس قزح خلابة كحدائق الورد وجمال تداخلات ألوانه وتنسيقاته لكن المستقبل لا يكون مشرقا ولا بديعا ولن يكون إذا بقينا أسرى التوحد مع الأحلام المستقبل يحتاج سواعد سمراء ثيابها مشمرة بدون كلل وبدون ملل وبدون تزوير وبدون دجل ويكفينا من الدجل والكذب كل ما تجرعناه.
> يقولون في حالات كهذه ومع طموح كهذا إن المطلوب قليل من الكلام وكثير من العمل وأقول : ليبقى الكلام كثيرا – وأمرنا لله – لكن لنعمل قليلا لنبدأ العمل لنبدأ العمل الحقيقي وليكن عملنا في الحدود الأدنى – وأمرنا لله أيضا – من كلامنا لكن أن يبقى الكلام سيد الموقف والمشهد والشارع والصفحات ويبقى العمل في أدراج الكلام فهذا يتجاوز الضحك على أطول لحية وأقصر شارب.
> المستقبل مرتبط بشيء محدد والذهاب نحو القادم له طريق والعمل هو الطريق الوحيد العمل التخطيطي المنظم الشفاف والواضح أما شغل الكواليس و»شوت« الكرات فقد أثبت جدارته في إرهاقنا وتذويب العظام وقتل الروح وتفضيل خلودها بالنوم الذي لا يعرف له شمسا ولا صباحا.
> وحيث أن الأزمنة متغيرة في الأدوات ثابتة في المساقات التاريخية »جمود نهوض تطوير تقدم انتكاسة« فأمامنا خيار يتمثل في توظيف أدوات الزمن واستغلال الصيرورة التاريخية التي أراها في صالحنا فحال رقودنا وتخلفنا وجهلنا طال كثيرا ولحظة النهوض تعتمد علينا – فقط – ومن بعدنا سيأتي طوفان المستقبل المشرق الجميل الخلاب البديع… إلى آخره من أوصاف الغزل التي لا نتقن غيرها حتى الآن.