ما الذي يحدث في شارعي الستين والسبعين¿
العقيد قيس علي الإرياني
العقيد/ قيس علي الإرياني –
يعتبر جهاز المرور هو الواجهة الحضارية لأي بلد ويتم الحكم على مدى التزام المواطنين بالأنظمة والقوانين المنظمة لحياتهم من خلال التزامهم من عدمه بأنظمة وقوانين المرور وهذه بديهية يعرفها الكثير من الناس وبقدر قوة واحترام رجل المرور من قبل المواطنين يكون ذلك ترمومترا لقوة واحترام الدولة فقوة رجل المرور من قوة وجود الدولة وهذه بديهية أخرى لا جدال فيها ونحن في جهاز المرور في أمانة العاصمة نفتخر بأننا من الأجهزة القليلة التي بقيت في الشارع تقدم خدمة للمواطن ولو بالحد الأدنى ولم نتخل عن واجبنا في أي لحظة من الفترة الماضية.
أستاذ الأجيال الأستاذ عبدالرحمن بجاش من الأشخاص الذين يذوبون حبا لمدينة صنعاء ويغار عليها من أي شائبة تشوبها وتشوه وجهها الجميل, وهو لهذا السبب دائما ما يكتب عن الأشياء التي تمس الوجه الحضاري لهذه المدينة وخاصة في مجال الحركة المرورية لأنها كما أوضحنا الوجه الحضاري للوطن وكان آخر ما كتبه عن هذا الموضوع هو عن شارع الستين وما يحدث به وذلك في يوم الثلاثاء 3/7/2012م بعد أن كتب أكثر من مرة في عموده اليومي الرائع عن الوضع في شارع السبعين والفوضى المرورية الموجودة فيه.
إن الوضع المروري في أمانة العاصمة مليء بالعشوائية والفوضى المريعة ولكن أن يتم تحميل جهاز المرور وحدة تبعات هذه العشوائية وهذه الفوضى فإن ذلك يعتبر ظلما ما بعده ظلم, فالذي حصل في شارع الستين لا علاقة للمرور فيه على الإطلاق ذلك أن البساطين قرروا الخروج من سوق الخضرة واحتلال الشارع بسبب وجود مشاكل داخل السوق, والسؤال هنا هل لدى المرور القوة والقدرة على منع هؤلاء من احتلال الشارع بل هل هذا هو من اختصاص المرور¿ ووجود النقاط العسكرية التي تعطل الحركة وتؤخر السائقين في الشارع هل هي من مسئولية المرور, وهذان الأمران هما سبب ما عاناه أستاذنا خلال حركته في شارع الستين الشمالي مع العلم أننا قمنا بتأمين الخطوط البديلة للحركة المرورية التي استقبلت السيارت التي هربت أصحابها من شارع الستين أدى ذلك إلى اختناق الحركة المرورية في الشوارع الأخرى مثل شارع التلفزيون والحصبة وشارع القيادة بل وحتى التحرير لأن إقفال شارع بضخامة شارع الستين يؤدي بشكل آلي إلى حصول اختناقات مرورية في شوارع أخرى قد تبعد عدة كيلوا مترات من موقع الإغلاق لعدم وجود بدائل قريبة ومناسبة للشارع الذي تم إغلاقه.
لقد كتب الدكتور عبدالله الفضلي في صحيفة الثورة في يوم الثلاثاء الماضي عن الوضع في أمانة العاصمة وشبه وضع جندي المرور بأنه أوهن من بيت العنكبوت وهذا بالفعل هو وضعنا لأن هناك استهتار اغير مسبوق برجل المرور الموجود في الشارع, ولعل الجميع يلاحظ أن رجل المرور يرفع يده لإيقاف أحد الاتجاهات فلا يلتفت إليه السائقون في الخط الآخر على التوقف وتجدهم عند توقفهم يزحفون ببطء ويتقدمون باتجاه وسط التقاطع إلى درجة أنهم قد يقفلونها ورجال المرور لا حول لهم ولا قوة.
< يتم إقفال الشوارع بين لحظة وأخرى بسبب المسيرات والظاهرات ويصيح الصائحون أين المرور ولا ندري ماذا يصنع المرور في هذه الحالة.
< يتم احتلال الشارع بالبساطين حتى لا يبقى سوى ممر واحد لسيارة واحدة ويصيح الجميع: أين المرور.
< يتم إقفال الشوارع بخيم الأعراس وتكتظ الحركة المرورية ويصيح الجميع أين المرور.
< يتم افتتاح مطاعم ضخمة وأسواق تجارية كبيرة على الشوارع الرئيسية وليس لديها أي موقف للسيارات وتزدحم الشوارع بسبب ذلك ويصيح الجميع أين المرور دون أن يكلف أحد نفسه العناء بالسؤال من سمح بهذا.
< يتم بناء قاعات أفراح ضخمة في الشوارع الرئيسية ودون أن يكون هناك مواقف للسيارت وعند ازدحام الشارع يصيح الكل أين المرور.
< يتم بناء عمارات ضخمة على الشوارع الرئيسية بدون وجود مواقف لسكانها وعند اكتظاظ الشارع بالسيارات يصيح الجميع أين المرور.
< يتم احتلال الشوارع بأسواق القات مثل الموجود في شارع التلفزيون وبجوار مدينة الثورة الرياضية وتصبح الحركة المرورية لا تطاق ويصيح الكل يا مرور.
< تتباطأ الحركة المرورية وتزدحم وتتراكم السيارات بسبب وجود حفريات في الشوارع فيصيح الجميع أين المرور.
أما ميدان السبعين وما أدراك ما ميدان السبعين فحدث ولا حرج وقد تعددت الكتابة حوله وحول ما يجري في وقد حاولنا أن نحسن الوضع فيه بقدر الإمكان إلا أن عدم فتح نفق السبعين وإصرار بعض الجهات على أن لا يكون هناك دورانات قريبة ووجود أرصفة منخفضة تسمح بالعوج عليها من قبل البعض وعدم ترتيب الت