لا عذر اليوم



عبدالناصر الهلالي
> بالصدفة جمعنا لقاء أنا وعددا‮ ‬من الزملاء مع وزير الداخلية‮.. ‬كان هذا قبل الانتخابات الرئاسية الأخيرة بشهرين حينها كانت مسيرة الحياة لم تتجاوز محافظة ذمار‮.. ‬لم‮ ‬يكن لدى الوزير ما‮ ‬يقدمه من ضمانات لسلامة وصول المسيرة دون إراقة دماء‮.. ‬كل ما كان‮ ‬يستطيع فعله هو توجيه إدارات أمن المحافظات في‮ ‬طريق‮ «‬تعز‮ – ‬صنعاء‮» ‬بحماية المسيرة دون أن‮ ‬يثق أن تلك الإدارات ستقوم بواجبها عملا‮ ‬بذلك التوجيه‮.‬
هكذا كان‮ ‬يبدو الأمر عند مرور المسيرة بكل محافظة‮.‬
قال الوزير حينها‮: «‬الوضع صعب والأجهزة الأمنية لاتخضع لوزارة الداخلية حتى اللحظة‮ ‬لكن بعد تجاوز هذه المرحلة ونجاح الانتخابات الرئاسية سيتغير الوضع‮ ‬وبالتدريج سيكون كل شيء ممكنا‮.‬
بعد جريمة السبعين التي‮ ‬راح ضحيتها مئات الشهداء والجرحى كانت الفرصة سانحة لصدور قرار رئاسي‮ ‬بتغيير عدد من قادة الأجهزة الأمنية الآن تكاد تكون جميع الوحدات الأمنية بيد الوزارة‮ ‬وهذا ما كان‮ ‬يعنيه رئيس الجمهورية في‮ ‬خطابه قبل الأخير‮: «‬للأمن قائد واحد‮» ‬المحلاحظة الأبرز أن اللجنة العسكرية في‮ ‬نزولها الأخير إلى الحصبة لتصفية ما تبقى من متارس كان قائد النجدة إلى جانب وزير الداخلية‮ ‬وهي‮ ‬المرة الأولى بعد تعيين‮ «‬الرضي‮» ‬قائدا‮ ‬للنجدة‮.. ‬هذا التطمين‮ ‬يبعث الأمل لاشك في‮ ‬هذا‮.. ‬لكن السؤال الأهم‮: ‬هل تستطيع وزارة الداخلية بعد تغيير عدد من قادة الوحدات الأمنية إحكام سيطرتها على الأمن في‮ ‬البلد‮ ‬ولا سيما في‮ ‬أمانة العاصمة¿ هذا ما نأمله‮ ‬وينتظره جميع المواطنين بحق الوحدات الأمنية بتوجيهات الوزارة والوزير تحديدا‮ ‬مقبول في‮ ‬السابق أما الآن فإنه لم‮ ‬يعد كذلك فلا‮ ‬ينكر أحد أن الوزير لم‮ ‬يكن بمقدوره فعل شيء في‮ ‬ظل وجود قيادات معينة بالأمن لكنها تمارس الإخلال به اليوم ليس أمام الوزير عذر ومن حق الناس أن‮ ‬يعيشوا كباقي‮ ‬خلق الله في‮ ‬بلدان أخرى تحت مظلة الأمن والاستقرار‮.. ‬نعلم جميعا‮ ‬أن هناك صعوبات لازالت تشكل عقبة أمام استباب الأمن كانتشار السلاح‮ ‬والقتل المتكرر على أيدي‮ ‬عصابات مسلحة‮ ‬وما هنالك من مشاكل أمنية أخرى ناتجة عن تداعيات العام الماضي‮ ‬لكن هذا لا‮ ‬يبرر بالمطلق استمرار التدهور الأمني‮ ‬المتزايد‮ ‬ولا نبرر الانتشار للسلاح حتى اللحظة‮ ‬لا سيما وأن مهمة اللجنة العسكرية التخلص من هذا كله‮ ‬إذا لايكفي‮ ‬أن تنزل اللجنة العسكرية متى ما واجهت ضغط ما‮ ‬ثم تكف عن النزول‮.‬
اللجنة العسكرية معنية اليوم إلى جانب وزارة الداخلية أن تعمل بجد لاستقرار البلد‮ ‬وأن تتخذ قرارات صارمة بحق حاملي‮ ‬السلاح بغض النظر عن توجهاتهم قبلية كانت أو عسكرية من مناصري‮ ‬الثورة أو من أنصار النظام السابق‮.. ‬لأن استمرار التدهور الأمني‮ ‬لن‮ ‬يؤدي‮ ‬بنا إلى النور بقدر ما سيبقينا في‮ ‬ظلمة‮ »‬اللك والعجن‮«‬‮ ‬وزارة الداخلية أيضا‮ ‬يجب أن تفعل أقسام الشرطة وتعمل بعد زوال العذر الذي‮ ‬سمعناه من وزير الداخلية قبل الانتخابات وأيدنا عذره كما كان‮ ‬يؤيده الكثيرون حينها أن تصدر توجيهات صارمة لكل المعنيين بالأمن القيام بواجباتهم كما‮ ‬يجب بدون ذلك لن نخرج عن الدائرة التي‮ ‬بدأناها بيمن ما بعد الثورة الشبابية السلمية‮.. ‬اليمن الجديد الذي‮ ‬نريد‮.‬

قد يعجبك ايضا