محمية عتمة الأولى في اليمن



حسن طه الحسني
> عتمة بضم العين والتاء وفتح الميم وسكون الهاء بلدة طيبة خصبة من أطيب وأخصب مديريات محافظة ذمار وهي إحدى مديرياتها نقية الهواء كثيرة المياه باسقة الشجر كثيرة العزل والقرى ومن حيث موقعها يقول القاضي والمؤرخ العلامة اليمني إسماعيل ابن علي الأكوع رحمه الله صـ 199 هامش : من كتابه مجموع بلدان اليمن وقبائلها: عتمة ناحية تقع ما بين مغرب عنس شرقا ووصاب غربا وهي في زماننا الحاضر من أعمال ذمار ( المحافظة ) .. وكانت في الماضي من أعمال وصاب وفي معجم البلدان للحموي : عتمة مضموم العين والتاء حصن في جبال وصاب من أعمال زبيد وعتم بضم العين وسكون التاء وضم الميم حصن في جبل وضرة وأما عتمان فهي من عزل المنار من مديرية أنس .
وعتمة من الأسماء تذكر وتؤنث وعتم من الأسماء كذلك يقول المؤرخون ومنهم الحجري وهو يتحدث عن ذي رعين من بلاد يريم : وذو رعين الأصغر هو شراحيل ذو رعين الأصغر ابن عمر ابن شمر ابن شراحيل ابن معد يكرب ذي عتم ابن الغوث.
ومن أعمال ذمار بني النجحي وبني العتمي .. وعتمة قرية في بعدان من محافظة إب حاليا وهي من محافظة المحويت وقرية من عزلة بني سارع ومن بني سارع كما يقول: بني الأحمر وبني زياد وعتمة . وفي محافظة صعدة : بني الشريفي من صعدة ومنهم قبائل عتمة ومشائخها وجاء في سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب لأبي الفوز البغدادي الشهير بالسويدي قوله : العتم بضم العين المهملة وسكون المثناة الفوقانية وضمها وبنوه حي من سعد هذيم قال أبو عبيد : وهم في بني عذرة والعتم في أصل اللغة اسم لشجر الزيتون البري ثم نقل وسمي به الرجل وهذا ما قاله الجوهري
ـ وعتمة الكبرى أطلقت عليها هذه التسمية لأنها كما اسلفت لا يوجد عديل لها سوى قرى وحصون في بعض محافظات الجمهورية وهي بلدة زراعية كثيرة الشجر وافرة المياه دائمة الخضرة تعيش على أرضها الأرانب والقرود والفهود وأنواع الطيور فخضرتها وأشجارها الباسقة المتنوعة ذات الغصون المتشابكة وجبالها العالية كل هذه الصفات مجتمعة أهلتها لأن تكون أولى محمية في الجمهورية اليمنية وأعلنت محمية طبيعية بقرار مجلس الوزراء رقم (731) من عام 1999م يقول أحد أبنائها وهي شهادة حق سجلها بقلمه في أحد أعداد صحيفة الثورة استاذنا الكبير والصحفي القدير في صحيفة الثورة خليل المعلمي يقول :
عتمة وجهة رئيسية لعشاق جمال الطبيعة خصوصا في فصل الصيف والربيع التنوع البيئي والحيوي اكسبها طبيعة خلابة ومعلم سياحي فريد يأسر القلوب .. وهذا الكلام يثلج صدورنا وترتاح إليه نفوسنا وعلى النقيض من ذلك أيقظ ضمائرنا وألم قلوبنا الاعتداء على المحمية ومبانيها من قبل بعض أبنائها دون مبرر وهو ما أشار إليه كذلك احد أبناء عتمة أستاذنا الصحفي : عبد الواحد البحري أيضا في صحيفة الثورة وهنا أهمس في أذن كل شريف ووطني من أبناء عتمة بالحفاظ على سمعة المحمية واشجارها ومبانيها والتعاون في حماية زائريها لتبقى عتمة محميتها الطبيعية وجهة السائح وقبلة الزائر الداخلي والخارجي .
ـ الشجر والزرع متنوع في محمية عتمة : وهي في الأصل زراعية لكل أنواع الحبوب والبقول والحمضيات والبن والأشجار الكثيفة والمتنوعة والمعمرة منها .
ومن مميزاتها أن خضرتها وأشجارها تكسو وديانها وسهولها وجبالها وفي فصل الصيف تتحول المديرية بأكملها بعزلها وقراها وسهولها وجبالها إلى محمية كبيرة وإلى مناظر خلابة جميلة وساحرة طيبة النسيم وأشجارها المعمرة تبدو للناظر والسائح والمتنزه بين خمائلها وكأنها أبراج شاهقة ومع ذلك تظلل المساحات الواسعة من أراضيها تجذب الناظر وتسر الخاطر وتأخذ بلب وفكر السائح والزائر وتهب عليها الرياح الطيبة التي تحمل معها النسيم الجميل ومعه عبق البن وروائح الزهور وأنواع الورود تحت أديم السماء الزرقاء في وديانها وجبالها الساحرة.
والأشجار عموما بأنواعها وخضرتها جمال فريد ولها فوائد لا تحصى منها الدواء ومنها الغذاء وأخشاب البناء تلطف الأجواء ويستظل الجميع بظلالها وهي مصدر الأكسجين النقي وتمتص ثاني أكسيد الكربون والشجر من النعم ذكر في القرآن في أكثر من موضع قال تعالى(وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع والزيتون مختلفا أكله والزيتون والرمان متشابها وغير متشابه كلوا من ثمره وآتوا حقه يوم حصاده) والسنة وفي الحكم والشعر . أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين عند ما تفرق وأصحابه أثناء المعركة مع الكفار قائلا للعباس أن ينادي أهل الشجرة .
وهي الشجرة التي بايعوا رسول الله تحتها فعادوا جميعا وجاهدوا وجالدوا بالسيوف حتى تم لهم النصر .. وفي خلافة أبا بكر الصديق احد العشرة المبشرين بالجنة كان يودع جيوش المسلمين ويوصيهم بقوله : لا تعقروا نخلا ولا تقطعوا شجرة مثمرة .
وحظيت شجيرات تهامة في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عند توزيعه للغنائم على المجاهدين قائلا : فو الله لو كان لي بعدد شجرت

قد يعجبك ايضا