نازحو أبين جرح نازف
–
سحر عبد الله
> ماذا لو وجدت نفسك تنهال عليك القذائف وتهزك أصوات الانفجارات ويحاصرك الموت والخوف والارهاب وتخرج هاربا من جحيم نحو المجهول باحثا عن مأوى جديد لك ولأسرتك وعيون أطفالك تحاصرك خوفا وفجيعة.. واسئلة الى اين نذهب يا بابا¿
فتاة صغيرة ممسكة بالناموسية كأنها تتشبث ببصيص أمل قد ينقذها من قرص الناموس وفرصة نجاة من امراض قد تكون قاتلة.
من يتصور التشرد والفجيعة حين تغدو لا دارا ولا سكنا وبدون ماء ولا خدمات تحت هجير الشمس في فصل صيف حار .. والديار خلفك تسأل عمن يحميها من المسمى ارهابا وقاعدة ومسميات عديدة تختلف لتلتقي في دائرة القتل ونشر الرعب¿
اسئلة للتفكر والتأمل.. ارجوكم..
اما الصورة فهي كالتالي:
مشردوا ابين في عدن ولحج وعشرات الآلاف من الأسر تعيش في مدارس مكتظة تعاني من مياه غيرصالحة للشرب وحمامات غير نظيفة وشبكات صرف صحي لا تصرف مستحقاتهم ومستنقعات المجاري تكاد تحاصر المدارس.. والمخلفات تتجمع حولها الحشرات والبعوض الناقل للأمراض.
والأطفال يعانون من ملامحهم آثار نقص الغذاء ومعانات الضياع والتشرد ناهيك عن اصحاب الأمراض المزمنه ومن بلغوا سن الشيخوخة والصيف الحار يقرع الأبواب ويزيد من معاناتهم.
هنا تظهر الحاجة للموقف الإنساني للمنظمات والافراد والجهات المانحة..
ففي لحج فقط قدر عدد النازحين بما يقارب (22,786) يحملون كل تلك المعانات الإنسانية بصور محزنة فيما الأعداد في عدن اكثر.
لذلك كان التدخل الإنساني لازما وضروريا لتلبية الاحتياجات الانسانية الضرورية لهؤلاء النازحين بل وملحا كجانب انساني . ففي اقسى الظروف التي واجهها شعبنا اليمني سياسيا واقتصاديا وامنيا وحين اغلقت معظم السفارات ابوابها وانسحبت بعض المنظمات والجهات المانحة بقي اصدقاؤنا الالمان الى جانبنا وبذلك اثبتوا المثل القائل (الصديق وقت الضيق) واستمرت مشاريع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي وبأفق انساني متحد للمخاطر ولا زالوا اوفى الأصدقاء واكثرهم دعما للشعب اليمني في المجالات الحيوية. فبعد دراسة المناطق أو التجمعات السكانية الأكثر معاناة والأكثر حاجة للمياه والصرف الصحي و الوضع الإنساني والمعيشي تم التدخل من قبل مشروع الإدارة اللامركزية للموارد المائية – برنامج المياه في الوكالة الالمانية للتعاون الدولي (جي أي زد) بالتنسيق مع مكتب الهيئة العامة للموارد المائية ولجنة ادارة حوض لحج في 9 مدارس مكتضة ب 243 أسرة مشردة بعد التدارس مع وزارة التربية والتعليم لضمان ان لايكون التدخل مؤثرا على سير العملية التعليمية.
ركز التدخل على امدادهم بخزانات مياه ومضخات والفلترات الفخارية لتنقية مياه الشرب وإعادة تأهيل شبكات الصرف الصحي وتنظيف الحمامات وتوزيع مواد وادوات تنظيف وشفط المستنقعات وتوزيع ناموسيات.
الظاهرة الجيدة ان النازحين شاركوا في عملية تنظيف الحمامات وساحات المدارس بالإضافة الى ذلك فإنه يتم التنسيق لإعداد برنامج تدريبي توعوي مع مكون التنمية البشرية في المناطق الحضرية – برنامج المياه يهدف الى زيادة الوعي الصحي و أهمية الحفاظ على التدخلات الموجودة في المدارس حتى يتم الاستفادة
منها لاحقا في نفس المدارس عند استئناف العملية التعليمية عندما تعود الأمور الى اوضاعها الطبيعية.
نتمنى ان يتم إيجاد حلول سريعة للتخفيف من معاناة ه