اليمن… حتى إشعار اخر



الحسن الجلال
ما إن تصادفك هذه العبارة حتى تشعر باليأس يتسلل إليك وينمو بسرعة كبيرة كغول اسطوري.. تسود أمامك الدنيا وتدرك أن ما من شيء سيغدو على حالته بعد الآن..
حتى إشعار آخر معلق حتى آخر ..مرفوع من الخدمة حتى إشعار آخر مؤجلة حتى إشعار آخر..الخ.
تدرك أن كلمة (آخر) انفتاح لزمن يمتد إلى ما لانهاية..زمن ربما لن يطول بك العمر حتى تعيش فيه..
وآخر كلمة سحرية بثلاثة أحرف غالبا ما تحيل البياض سوادا والأمل يأسا ولكنها-بالعبارة التي تحتويها-لا تتوقف عند هذا الحد بل قد تضرب عميقا ..مدمرة آمال وتطلعات ومستقبل جماعة أو شعب..فعندما تصبح القرارات المصيرية مؤجلة حتى إشعار آخر وتأخذ صورة الحبر على الورق..تنهار آمال الناس..وعندما تصبح مؤجلة حتى إشعار آخر معنى يؤكده الواقع بعد صدور تلك القرارات المصيرية الخالية من نصوصها من ذكر هذا التأجيل-يغدو أي حديث عن مستقبل أفضل مجرد هذيان خيالي لا يمت للواقع بصلة وتتحول حتى إشعار آخر إلى قوة لا يقوى على مجابهتها أحد,تسيطر على كل شيء وتتحكم في كل شيء..
ستقول للفساد كفى مؤجلة حتى إشعار آخر ..
تدوير الوظائف الحكومية العليا ..مؤجلة حتى إشعار آخر..
القضاء على البطالة..مؤجلة حتى إشعار آخر..
توفير الخدمات العامة للمواطنين..مؤجلة حتى إشعار آخر..
حوار الآخر والتعايش معه ..مؤجلة حتى إشعار آخر..
مكافحة الغلاء مؤجلة حتى إشعار آخر
سيادة القانون ..مؤجلة حتى إشعار آخر..
كل شيء يخضع لقوة(إشعار آخر)..!!معاناتنا وحدها هي من أفلت من هذه القوة فغدت دائمة لا يشملها التأجيل (حتى إشعار آخر)..

رئيس تحرير صحيفة كواليس

قد يعجبك ايضا