في اربعينية تأبين فقيد الصحافة اليمنية محمد عبدالإله العصار



متابعة/ خليل المعلمي
نظم كل من مؤسسة الثورة للصحافة ونقابة الصحفيين اليمنيين واتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين أمس في بيت الثقافة أربعينية تأبين فقيد الصحافة اليمنية رئيس تحرير مجلة معين محمد عبد الإله العصار بحضور عدد من المسؤولين والمثقفين وأصدقاء الفقيد وزملائه.
وفي اربعينية التأبين عبر الدكتور عبدالعزيز المقالح عن ألمه لرحيل الفقيد العصار حيث قال: من الجارح والمؤلم أن نجتمع اليوم لرثائه وكنت أتمنى لو كنا قد اجتمعنا في هذا المكان لتكريمه تقديرا لإبداعه ولما قدمه لبلاده في المجال الأدبي والصحفي لكنها الأقدار التي تجري وفق مشيئة لا راد لما تقتضيه وتختاره وأضاف: ولم أكن أنا ولا غيري من اصدقائه وقرائه نظن أنه سيتوقف في منتصف الطريق وأنه لن يتمكن من أن يقول لنا وداعا.
ووجه المقالح سؤاله للفقيد: لماذا يامحمد» كيف استعجلت ولماذا اخترت أن تغادر هذا العالم الفاني قبل أن تنجلي السحب القاتمة التي كانت قد بدأت تنقشع مخلفة ورائها شيئا من الضوء والأمل¿ ولماذا أدبت شمعة حياتك يا محمد بمثل هذه السرعة وقبل أن تقدم ما كنت تحلم بتقديمه من إبداع في حقلي الشعر والصحافة.
وتابع الدكتور المقالح يقول: وهنا أتوقف لكي أتحدث عن آخر لقاء جمعني بالكاتب والشاعر المبدع محمد عبدالإله العصار كان ذلك منذ شهور قليلة وفي يده ديوانه الجديد الذي أعده للنشر منذ ثلاثة أعوام أو يزيد وكنت قد كتبت مقدمته على عجل ليلحق المطبعة كما قال ولكن الوقت طال ومضت شهور وأعوام والديوان لم يظهر وفي اللقاء الأخير قال لي أن الابواب التي كانت مشرعة قد أغلقت وأن الجهات التي وعدت بالطبع قد أخلفت وعدها وأنه قرر أن يحمل الديوان وهو الثاني في الحقيبة التي تصاحبه صباح مساء مليئة بالأوراق والمشاريع التي لم تجد طريقها إلى النور.
وأضاف المقالح: ولا أخفي الآن أنني كنت أرى أن الفقيد العزيز الأستاذ الشاعر محمد عبدالإله العصار قد أخطأ طريقه إلى الصحافة وهو الشاعر الذي ينبض كل حرف يكتبه بشاعرية عالية وكثير ممن يعملون الآن في مهنة المتاعب هم شعراء ومبدعون يلجأون إلى العمل المتعب والمضني بحثا عن لقمة العيش أكثر مما تدفعهم الرغبة إلى التنوير والتواصل اليومي مع الجمهور ولو قد توفرت لهم الحياة الكريمة المطلوبة لأمثالهم لكان لنا منهم كوكبة إبداعية نفاخر بها على المستويين العربي والعالمي.
ودعا الدكتور عبدالعزيز المقالح في ختام كلمته وزارة الثقافة والهيئة العامة للكتاب واتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين إلى التضافر والإسراع في طبع الأعمال الشعرية للفقيد العصار وطبع كتاباته النثرية المنشور منها وغير المنشور.. مشيدا أن هذه الكتابات على درجة عالية من النضج الفكري والإبداعي.
من جانبه وصف يونس هزاع وكيل وزارة الإعلام بأن الفقيد العصار باق برصيده في قلب القراء والزملاء والاصدقاء بقدر ما قدمه من اسهام في شرف الكلمة والمعنى لهذا الوطن.
وقال: لقد غادرنا الكثير من الأقلام في هذه الفترة الحرجة من حياة شعبنا ووطننا الذي يعيش أحداث وتحولات استثنائية إلا أن رحيل العصار في هذه الآونة يضيف بعدا آخرا أكثر حزنا فهو الكاتب المتنوع الذي جمع مهارات الإبداع الأدبي شعرا ونثرا ومهارات الصحافة.
وأشار إلى أن الفقيد قد عاش رحلة مع القلم وعلاقة مع القراء وفعلا مع قضايا مجتمعه وفي رحلته الحافلة مع العطاء ترجم معاناة الصحفي والصحافة اليمنية وتحدث عن طموحات الشعب وكان أيضا عضوا فاعلا في نقابة الصحفيين اليمنيين واتحاد الأدباء والكتاب وفي عديد من المنظمات الإبداعية الأخرى.
مضيفا إلى أنه قد مثل في حياته روح العطاء واليقين وجسد في كتاباته الرجل الصحفي المخلص لأرضه ووطنه المؤمن بالحق والحرية والعدالة التواق إلى مستقبل أفضل.
ووصف يونس الفقيد في آخر أيامه عندما كان يعيش صراعا مع المرض بأنه كان مفعما بالأمل الذي تغلب على الألم مؤكدا أن الفقيد سيظل حاضرا في ذاكرة الجميع ينشد جمال الحرف وصدق الكلمة وقوة المعنى وأصالة التعبية.
وفي كلمة زملاء الفقيد والتي ألقاها حسن عبدالوارث رئيس تحرير صحيفة الوحدة عبر فيها عن حالة الاغتراب التي عاشها الفقيد في وطنه حيث قال: اثر عودته من رحلة الاغتراب الخارجي اصطدم العصار بتفاصيل الواقع التي كانت جديدة عليه وقاسية فإذا به يعيش حالة اغتراب داخلي هي الغربة في الوطن فقد راعه كثيرا انحدار العلاقات والأخلاق في الوسط السياسي والإعلامي وحتى الأدبي.
وتابع يقول: إذ كيف يمكن لشاعر حالم ومسالم ومثقف أن يتأقلم مع أحوال سياسية واجتماعية وثقافية تدعي في كثير من الأحوال الحقيقة.
فيما قال خالد الهروجي نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة الثورة للصحافة للشئون المالية والموارد البشرية في كلمة ترحيبية: لقد اختطف الموت رجلا

قد يعجبك ايضا