عن علماء اليمن..¿
احمد اسماعيل الاكوع
احمد اسماعيل الاكوع –
لا شك أن اليمن بطوله وعرضه حافل بالعلماء الكبار الذين جسدوا العلم في أقوالهم وأفعالهم وأفادوا الناس من علمهم ومن هؤلاء العلماء من أهل مدينة ثلا هو القاضي العلامة الأوحد الفهامة أحمد بن عبدالقادر الورد كان أوحد زمانه ونادره أو أنه عامل بالسنة والكتاب عاكفا على التلاوة آناء الليل وأطراف النهار وهو من أخذ من القاضي العلامة الشهير بصنعاء وجيه الاسلام عبدالرحمن بن محمد الحيمي رحمه الله.. وكان مبرزا في العلوم جميعا والمترجم له هو العلامة أحمد بن محمد قاطن الحبابي المقحفي وقد التزم العلامة الورد بيته ولا يخرج إلا نادرا لكبر سنه ويقول المقحفي إن ولده محمد ذكر له أنه لا يرقد بل يبقى قاعدا متكئا طول ليله يدرس القرآن وينام على حالته تلك قليلا ويعود إلى تلاوته هذا كان حاله المستمر عليه وكان خطيبا في مدينة ثلا وخطبه في غاية الوعظ والبلاغة والرصانة ولها محل في القلوب وولده المذكور قد يخطب بها في جامع ثلا ومزج الخطبة بالأحاديث على اسلوب بديع وحصن من البلاغة منيع ويقول المقحفي إنه سمعه يخطب في سنة 1142هـ وكانت أيام فتن وأهوال واليمن في حالة ابتلاء وفي غاية ( الربش ) الناس في مخافة شديدة فذكر في خطبته الابتلاء وانه يقع مثل ذلك لأجل الرجوع إلى الله تعالى بالتوبة من الاعمال وعدد منها:
الصبر عاقبته النجاح….!!
فضيلة الصبر من أعظم الفضائل ومنزلة الصابرين عند الله من أشرف المنازل وأسعد الناس من رزق لسانا ذاكرا وقلبا شاكرا وجسدا على البلاء صابرا وهذا لا يتوفر إلا في المؤمن الكامل من صبر وجد النجاح ونال مالم تنله الاوائل وما يثبت في الحروب ويصبر في الخطوب ويقف لمصارعة الحوادث والكوارث إلا الشجعان البواسل وبالصبر والثبات تهون الشدائد ويسلم المعاند وتستقيم الأمور ويظهر الحق على الباطل..
لقد صبر نوح على قومه ألف سنة إلا خمسين عاما وهو يدعوهم إلى الله وصبر إبراهيم على أبيه وقومه يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار حتى قال وقد يئس منهم إني مهاجر إلى الله وكم لقي موسى وهارون من فرعون وملئه وهم أعداء الله وهكذا نجد أن صبر الأنبياء أوصلهم إلى النجاح والانتصار على أعدائهم..
شعر:
من قصيدة للخونجي:
هندست طول الدهر حتى
بانت لي أنواع العقول
أجي وسعي المرء تشتي
إن لم يدع عنه الفضول
إن قد حفظت البا من التا
وخضت في علم الأصول
كلين يصلي كيفما اشتى
لله والسر القبول