ندوات السر الخفي!!
علي ربيع
علي ربيع –
{.. تتناسل يوميا وباطراد المنظمات المجتمعية الحقوقية والإعلامية والسياسية والاقتصادية وكلها تبحث عن جيوب الممولين بالدرجة الأساس ومعظمها لا يمتلك مشروعا ولا أهدافا ولا رؤية لذلك أثر هذه الندوات دائما عقيم لأنها تفتقد الجدية في الإعداد والتنفيذ والظهور الإعلامي ولوامع الكاميرات هي كل المحصول.
< كل شيء عندنا في اليمن غير في السياسة والإدارة وحتى في الفعل التنويري نتشبث بالمفاهيم ونفعل عكسها أو نعبث بها لنفصلها على أمزجتنا فجأة يقال لك هناك ندوة الأسبوع القادم هناك فعالية بعد يومين لا تدري متى تم التخطيط للندوة ولا متى تم الإعلان عن إقامتها ولا كيف تم اختيار المشاركين فيها ولا من اختارهم ولا الأسس والخلفيات التي انبثقت عنها الندوة شيء عجيب وغريب حقا وبامتياز هو ماركة يمنية.!
< يفترض أن يتم الإعداد لمثل هذه الندوات بشكل مؤسسي وعلمي أن يتم الإعلان عن إقامة الندوات مبكرا وتعلن محاورها وكيفية المشاركة فيها من قبل المهتمين والمتخصصين وما هي معايير اختيار الأشخاص لكن لا شيء مما سبق ندوات تدبر بليل والمضحك أن تفاجأ أن معظم أعضاء اللجنة التحضيرية هم أقرباء مدير الجهة المنظمة إذن لم الصياح والنياح من أجل مدنية الدولة ومؤسسيتها¿! كل شيء في هذه البلاد عائلي بامتياز حتى على مستوى إقامة الندوات.
< ندوة أخرى تقام من أجل أن تعرض مشروع قانون بإمكانك الحصول عليه بضغطة زر في الأخير تكتشف أن غرض الندوة الحقيقي هو تصوير الحضور من أجل إقناع الجهات الممولة وحلب ما يمكن حلبه من دولاراتها إن كانت جهة أجنبية أو ريالاتها إن كانت جهة محلية. قمة الاستخفاف بالحضور والمدعوين فقط من أجل نصف ساعة تصوير!
< في هذه البلاد أيضا يتم التعامل مع الحق الفكري بدونية مفرطة بشكل شبه يومي تصلك دعوات للمشاركة في ندوة أو فعالية المتصل يلح على المشاركة لكنه يتجاهل تماما أن المشارك سيقدم أفكارا هي خلاصة عقله وهذه الأفكار في كل بلاد العالم الذي يحترم الأفكار ليست مجانية. صحيح فلان مفكر وقلم ممتاز لكن قدراته ليست سخرة هو يريد أن يعيش أيضا.
< لقد اقتحم المال السياسي القادم من الداخل أو الخارج الجيوب والعقول وأفواه البنادق ووصل طوفانه أيضا إلى سقف الندوات وصار الموضوع أشبه بالموضة ولم تعد تسمع إلا عن ندوة في القاهرة أو ندوة في بيروت وندوة في برلين وأخرى في موزمبيق وتتعجب ألم يكن بوسع المنظمين أن ينظموا بكلفة هذه الندوة العابرة للقارات عشرين ندوة في الداخل!!
< ولأن البلد مفتوح على الجهات الأربع (سداح مداح) لم يعد هناك ضابط ولارابط لتناسل هذه المنظمات والكيانات وطوابير طويلة تتدفق على أبواب السفارات الصديقة والشقيقة ارتهان سياسي عمالة خارجية شطارة وفهلوة التسميات كلها تصدق وكل جهة تعير أختها وتتنابز معها بألقاب الرعاة والممولين قطري سعودي إيراني أمريكي وحتى التهم بالعمالة الإسرائيلية أخذت طريقها إلى بعض الندوات الكيد السياسي الضيق بالآخر, سوء النوايا قولوا ما شئتم المهم هناك مال يدفع وكل الأطراف متورطة فيه.
< وللأسف في ظل هذا الزعيق والتخوين والتهافت على المال السياسي تعطلت لغة الكلام عند كثير من المنظمات والمراكز البحثية المحترمة نقابة الصحفيين تركت الجو خاليا للمنظمات (ربع خمدة) واتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين في غياهب الصمت الجامعات اليمنية ومراكز الأبحاث أيضا عين الحسود أصابتها تتعذر هذه الجهات بعدم وجود المال الحلال(الرسمي) مع أن بإمكانها أن تبحث عن مصادر تمويل مشروعة من غير مال الحكومة إن صدقت النوايا بل بإمكانها أن تقيم ندوة كل شهر من فتات ميزانيتها لو كانت لديها الرغبة والشعور بالمسؤولية الوطنية.