أبو لحوم‮.. ‬القائد الذي‮ ‬لم‮ ‬يسفك دما‮ ‬



العميد الركن‮/ ‬يحيى بن‮ ‬يحيى جعدار
‬غادرنا اللواء المناضل محمد بن عبدالله أبو لحوم من دار الدنيا الفانية إلى دار الآخرة الباقية‮ ‬غادرنا واليمن في‮ ‬أمس الحاجة إليه هذه الأيام لما‮ ‬يتمتع به من رؤى وطنية حكيمة والتي‮ ‬نحن بأمس الحاجة إليها في‮ ‬هذه التي‮ ‬الفترة التي‮ ‬تعيشها بلادنا ولكن إرادة الله سبحانه وتعالى ومشيئته قد سبقت طموحاتنا وتمناياتنا بعودته من الخارج مشافى ومعافى والحمد لله الذي‮ ‬لا‮ ‬يحمد على مكروه سواه فقد أخذ وداعته في‮ ‬هذه الأيام التي‮ ‬جعلت الحكماء‮ ‬يحتارون لما نحن فيه‮ ‬واللواء المناضل محمد بن عبدالله أبو لحوم سليل أسرة عريقة ووطنية مناضلة من قبيلة نهم المعروفة بشجاعة أبنائها فأخوه القيل المجاهد سنان بن عبدالله أبو لحوم قد قاوم الإمامة وقد ذكر ذلك في‮ ‬مذكراته التي‮ ‬رواها للأجيال بتوثيق مرحلة هامة من حياة اليمن واليمنيين‮ ‬دونها في‮ ‬مذكراته الثاقبة والمتميزة بأحداثها وأيامها ولياليها موضحا ما مرت به البلاد وما عاناه العباد أيام حكم الإئمة الكهنوتي‮ ‬البغيض‮.‬
أما اللواء علي‮ ‬ابن عبدالله أبو لحوم فهو أول جريح في‮ ‬الثورة السبتمبرية الخالدة إذ أنه جرح عند بوابة إذاعة صنعاء ليلة الثورة والتاريخ‮ ‬يروي‮ ‬لنا ذلك ولست بصدد كتابة التاريخ في‮ ‬هذه العجالة وإنما أذكر به وبمن صنعوه من أبطالنا الشجعان ومنهم اللواء المرحوم محمد بن عبدالله أبو لحوم الذي‮ ‬ساهم في‮ ‬مسيرة الثورة اليمنية مساهمة فعلية ومؤثرة ولن أذهب بعيدا لأن التاريخ صفحات تقرأ باستمرار‮ ‬لكنني‮ ‬سأذكر ونحن نودع هذه الهامة الوطنية البارزة أن أبا‮ ‬غسان قد رفض السلطة والمباهاة بها وبلمعانها وزخرفها حينما اختلف السياسيون عام‮ ‬74‭/‬73‮ ‬وتمت الإطاحة بالقاضي‮ ‬المجاهد الرئيس عبدالرحمن بن‮ ‬يحيى الإرياني‮ – ‬رحمه الله وأسكنه فسيح جناته‮ – ‬لأنه أيضا‮ ‬حرص على عدم إراقة الدماء والتاريخ قد دون في‮ ‬صفحاته هذه المرحلة التي‮ ‬كان فيها اللواء المرحوم محمد عبدالله أبو لحوم قائد اللواء السادس مدرع‮ ‬المتحكم في‮ ‬المدخل الشمالي‮ ‬للعاصمة صنعاء‮ ‬وكان‮ ‬يشار إليه بالبنان‮ ‬وكان بإمكانه أن‮ ‬يكون رئيسا‮ ‬لليمن قبل صعود الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي‮ ‬لا سيما وأن آل أبو لحوم في‮ ‬تلك الأيام كانوا هم من أكبر مراكز القوى في‮ ‬البلاد والجيش بأيديهم‮ ‬فعلي‮ ‬بن عبدالله أبو لحوم كان قائد قوات الاحتياط العام والعاصفة‮ ‬تلك القوة الضاربة التي‮ ‬كانت مسيطرة على المدخل الغربي‮ ‬والجنوبي‮ ‬ووسط العاصمة‮ ‬أما اللواء درهم فكان قائد لواء تعز‮ ‬وكان بإمكانهم الوصول إلى السلطة في‮ ‬اليمن بأي‮ ‬ثمن‮ ‬ولو على حساب دماء وأرواح الأبرياء‮ ‬وكما حصل في‮ ‬كثير من المنعطفات التي‮ ‬مرت بها اليمن‮ ‬شمالا‮ ‬وجنوبا‮ ‬إلا أن القائد الحكيم المرحوم محمد بن عبدالله أبو لحوم لم تغره السلطة والقوة وقوة السلاح وكثافة الأسلحة والمعدات وكثرة الجنود والعتاد‮ ‬رغم أنه كان القائد المباشر لكثير من الضباط الذين تبوأوا مراكز قيادية كبيرة في‮ ‬البلاد‮ ‬أمثال الرئيس الشهيد‮/ ‬أحمد حسن الغشمي‮ ‬و الرئيس‮/ ‬علي‮ ‬عبدالله صالح‮ ‬وكان بإمكان الأستاذ الدبلوماسي‮ ‬المحنك محسن بن أحمد العيني‮ ‬يقف إلى جانبه لما تربطه به من قرابة نسب‮ ‬فهو متزوج أختهم الكاتبة والشاعرة والأديبة أم الهيثم‮ ‬لكن المرحوم محمد بن عبدالله أبو لحوم كان‮ ‬يدرك أن إراقة الدماء وقتل الأبرياء بدون سبب عواقبها الدينية الدنيويه عند الله عظيمة وجسيمة‮ ‬لذلك آثر على نفسه التسليم بالأمر الواقع حينما أقصاهم الرئيس الشهيد إبراهيم بن محمد الحمدي‮ ‬من المناصب القيادية&#82

قد يعجبك ايضا