مصلحة شؤون المشائخ!!
عبدالرحمن بجاش
عبدالرحمن بجاش –
عبدالرحمن بجاش
رحم الله الأستاذ حسين جبارة رئيس تحرير «الثورة» الأسبق فقد اشتهرت تلك السيارة الصالون الزرقاء ابتداء من الأستاذ الزرقة – رحمه الله – حيث كانت هيئة التحرير تتجمع صباحا إضافة إلى حسن العلفي وعبدالله الشرفي – رحمه الله – وتظل تتنقل بهم من مكان إلى آخر طوال النهار وحين تولى جبارة رئاسة التحرير استمر التقليد كنت ذلك الصباح معه ويقود السيارة حسين الصلاحي وهو حي يرزق ومن أنبل منú عرفت من البشر وأكثرهم أدبا عند المبنى الصغير المجاور لفندق سام وقفنا قال جبارة بعفويته المشهورة : شاطلع لا شؤون القبائل ومن عند الباب عاد : ما رأيك تطلع معي¿ قلت : لماذا¿ قال : تعال أنت ابن شيخ شاسجل لك عشرة مرافقين تكون تستلم مخصصهم آخر الشهر رفضت واكتشفت أنني في ما بعد أهبل فقد أصررت على الرفض!! وهكذا اشتهرت الحكاية كان كل شيخ من المستفيدين من هذه البلاد يخرج بأمر بعشرات المرافقين يستلم مخصصاتهم حتى أضحت شؤون القبائل دولة داخل دولة!!
لعل أبرز أخطاء حكومة ما بعد سبتمبر 1962م إيجاد هذه المصلحة التي تحولت إلى مصاص أموال البلاد!! وحان أن تقول الحكومة الحالية : كفى فالشيخ مواطن ويا ليت لو كان هذا القبيلي الطيب هو المستفيد إذ أن هذا الكائن مظلوم في كل الأحوال وانظر فقد قال لي أحدهم في رمضان الماضي وكنت في الحصبة : يا نعمتاه فسعر الواحد منا (10) آلاف ريال حين يقتل وهو يقاتل مع امشيخ!! يا نعمتاه بالفعل!!
والمشائخ أنواع نوع السوبر يأخذ كل شيء وآخر مسكين يستلم آخر الشهر (10) آلاف ريال تصل منها إلى جيبه ثلاثة آلاف تذهب إلى أمناء الصناديق الدولة الأشهر في هذه البلاد!! وهناك مشائخ للزينة لا تستفيد منه ولا يفيد نفسه!! وفي كل الأحوال يظل ملعونا من الكل وهو بريء حتى من نفسه!! الشيخ السوبر باستطاعته قطع الشوارع وخوض المعارك في قلب العاصمة كما يحدث الآن في ذهبان!! وتكتشف أن لكل شيخ أسلحته ولا يدخل أمره ضمن اختصاص اللجنة العسكرية!! أما مشائخ الدرجة الثانية فعليهم السير بجانب الحيط!!
السؤال : هل آن أوان أن يعود الشيخ مواطنا عاديا يكسب رزقه بعرقه ككل مواطن خاصة الشيخ السوبر¿ فما لم يحدث هذا وتلغى شؤون القبائل أو شؤون المشائخ بالأصح فعاد احنا بعيدين جدا!! الغريب أن كثيرا من التقدميين تراهم طوابير أمام المصلحة يبحثون عن بطاقات المشيخ!!