مشائخنا ومشائخهم ¿¿
–
د/عبدالله الفضلي
تميز مشائخ دول وإمارات مجلس التعاون الخليجي بالعقلانية والأناقة والالتزام بالقيم والأخلاق العالية كما تميزوا بالتواضع والآداب العامة والسلوك الحسن والتعامل مع شعوبهم وأبناء وطنهم بالطرق الحضارية والتعامل الراقي دون التعالي أو الازدراء أو النظر إلى شعوبهم نظرة دونية.
ولذلك نجد هؤلاء المشائخ وأبنائهم قد حصلوا على قسط كاف من التعليم العام والتعليم العالي كما اختلطوا بشعوب العالم المتحضر واستفادوا من كل شيء جميل وجديد ومن ثم طبقوه في شعوبهم ولذلك فان هؤلاء الأمراء والمشائخ نافسوا دول العالم المتحضر في التقدم الحضاري والتكنولوجي والصناعي والسياحي وجعلوا من بلدانهم عجائب الدنيا.
والسبب في ذلك أنهم اخذوا بأسباب العلم وجعلوه هدفا استراتيجيا بعيد المدى ومن اجل ذلك أحبتهم شعوبهم ورفعوهم فوق رؤوسهم وأعطوهم ثقتهم الكاملة فأبدعوا وأنجزوا وبرهنوا واثبتوا لشعوبهم وللعالم بأنهم بناة حضارة ورقي وازدهار وتقدم . وعلى الرغم من ذلك فإنهم لم يتخلوا عن انتمائهم القبلي أو موروثهم الشعبي بل أنهم أضفوا على هذا الموروث صبغة حضارية جعلهم امة متحضرة نالت إعجاب العالم وأبهرتهم بما وصلت إليه من تقدم مذهل طال عنان السماء وكانت الإستراتيجية التي اتبعها هؤلاء المشائخ هي إستراتيجية الاتجاه إلى الأمام جنبا إلى جنب مع دول العالم المتحضرة ولا عودة أبدا إلى الخلف هذا بالإضافة إلى اهتمامهم بتوفير كل أسباب التطور والرخاء والرفاهية لشعوبهم ليصبح دخل ابنا ء دول المجلس الخليجي هي الأعلى في العالم.
وهكذا أحدث مشائخ دول مجلس التعاون نقلات وقفزات نوعية وحضارية يشهد لها العالم.وقد حدث هذا كله ولم نر احدا منهم يحمل على كتفه سلاحا من أي نوع أو حتى مرافقا واحدا على كتفه مدفع رشاش أو دستة قنابل أو قذيفة صاروخية أو مدفع بازوكا أو كتيبة عسكرية مسلحة أو موكب مهيب من المرافقين . فقد تخلى هؤلاء المشائخ عن حمل السلاح وتسلحوا بسلاح العلم والمعرفة والإيمان بالله إيمانا لا يتزعزع فالله هو الحافظ والمعين.
وبالتالي فقد اوجدوا لشعوبهم الأمن والأمان فحكموا وعدلوا فامنوا فناموا وهذا هو قمة العدل والمساواة بين الناس ولذلك لم يشعروا ذات يوم بالخوف من شعوبهم فهم يمشون بين الناس كمواطنين عاديين ومسالمين ولا احد يتجرأ على عمل أي شيء. إن مشائخ وأمراء دول مجلس التعاون الخليجي قد دخلوا التاريخ من أوسع أبوابه واثبتوا لشعوبهم وللعالم أنهم أهل للمسئولية وأهل للتقدم والتحضر وأنهم على استعداد لمجارات العالم المتقدم فلديهم مصداقية وثقة بأنفسهم وهم دائما يتطلعون إلى مستقبل أفضل.
لقد استفاد أمراء ومشائخ الخليج من العلم واخذوا بأسبابه ونهلوا من العلوم المختلفة من دول العالم وعكسوا ذلك على شعوبهم لان فاقد الشيء لا يعطيه وعلى سبيل المثال لا الحصر فأن أبناء الشيخ زائد ابن سلطان آل نهيان رحمة الله عليه يعدون مثالا للشباب الخليجي والعربي في التأهيل العلمي والسلوك الحسن والقدوة في ا لقيادة والريادة والانضباط. وبالتالي فإن هؤلاء الأمراء والمشائخ لا يعانون من أية إشكالات عصبية أو قبلية أو مناطقية أو فئوية كما أنهم لا يعانون من أية ثأرات قبلية فهم أناس مسالمون ويتصف حكمهم بالعدل والإنصاف والاحتكام إلى الشرع والقانون الذي يحكم الجميع أما الاحتكام إلى السلاح فهو من المحرمات التي لا يسمح لأي كان استخدامه مهما كان النزاع بين المتخاصمين ومن اجل ذلك فقد بنوا دولة مدنية حديثة مسالمة لا تعتدي على احد ولا احد يعتدي عليها على الرغم من الثراء والرخاء والرفاهية التي يعيشونها فلا تسلط ولا إرهاب ولا بسط نفوذ ولا هيمنة ولا طغيان.
إن قادة مجلس التعاون الخليجي من الأمراء والمشائخ يسعون جاهدين لإسعاد شعوبهم ونهضة بلدانهم والرقي بها إ