ن … والقلم

عبدالرحمن بجاش


عبدالرحمن بجاش –

المبنى والمعنى!!
عبدالرحمن بجاش
{ في العام 2000 كنت في هانوفر بألمانيا للمشاركة في افتتاح إكسبو 2000 ووسط واد يموج بالخضرة انتصب مبنى للمعرض اليمني بناه بناة يمنيون بالحجر والياجور من البعيد كان منظره يخلب اللب للأسف الشديد هدمه الألمان بعد انتهاء المناسبة ليس عبثا أنهم هدموه كما هدم أحدهم في تعز المدرسة الأحمدية لا كان العقد كذلك.
وفي برلين لاحظت وكنت أقف في داخل مبنى البوندستاج «البرلمان» أن حجم النوافذ كبير بل مهيب والزجاج المستخدم يميل إلى الزرقة حين تطيل النظر في واجهات المباني تحس بعظمة الألمان وهم يعكسون الشخصية الألمانية في عظمة المباني هل المعمار بالمجمل انعكاس للشخصية لدى أي شعب من الشعوب¿ لا أدري لم أطل النظر أيضا في مقدمات السيارات وأشكالها لكنني لاحظت أن فوانيس السيارات اليابانية عريضة بعض الشيء وكأنها عيون اليابانيين هل أنتم معي¿ وانظر إلى شكل السيارة الأمريكية سترى التعالي الأمريكي والقوة باديين!!
الهندسة المعمارية انعكاس لإبداع الشعوب وعظمتها والعراقيون يتميزون عن غيرهم بالتصاميم العظيمة وانظر إلى بابل وحدائقها المعلقة والتصاميم المهولة لمبان في بريطانيا عبر مسابقات لتصميمها فاز المهندس العراقي بالمركز الأول وزيارة إلى مبنى وزارة الإعلام الجديد ستريك ما أقول فقد صممته مهندسة عراقية هي زوجة الصديق المهندس أحمد نعمان تصميمه بديع بديع وحين تدلف إلى داخله تحس بالعظمة والتفرد اللذين يعكسان عظمة الشعب العراقي في الوسط بهو كبير مهيب وحدائق معلقة كأنك في بابل وسكان بداخله لا يحسون بالعظمة التي حولهم مع الاحترام لهم!! نوافذ عظيمة كلما ذهبت إلى هناك وظللت أتأمل يضيع نفسöي من كثرة ما أفتح فمي مبنى في مساحة هائلة لا يشغل الزملاء منه سوى طابقين حتى أنني عندما التقيت المهندسة بادرتني : لماذا لا يسلمونه لرئاسة الوزراء¿ هي حانقة بالتأكيد أن لا أحد لفت نظره ما فعلتú وكعادتنا نتعامل مع الإبداع كأنه تحصيل حاصل!!
أنا منبهر بمبنى وزارة الإعلام وأتمنى على كلية الهندسة أن تذهب بطلبتها للاطلاع على عمل هندسي فريد لا يلفت انتباه أحد!! وحتى جمعية المهندسين هل تعلم به¿ وهل تطلب من أعضائها زيارته¿ أتمنى ذلك.

قد يعجبك ايضا