الدم التهامي من المسؤول عن إراقته¿
د. محمد حسين النظاري
د. محمد حسين النظاري –
تتسارع الاحداث الجارية حاليا في الحديدة بدءا بتشكيلات عديدة تحت مسميات متنوعة تهدف إلى ابراز القضية التهامية ولفت نظر الدولة إليها وهو حق مشروع خاصة وأن المظالم كثيرة ولم تقم الدولة بوضع حلول جذرية لها.
أتفق تماما مع المطالبين بالحقوق بل اني في مقدمتهم بقلمي في كل الصحف والمواقع الإعلامية ولكني بطبيعة الحال أختلف تماما مع الطريقة التي تتم بها.. فالمظلوم يحس بمرارة الظلم وبالتالي لا يرضى ان يصاب به غيره فما بالنا عندما يكون المظلوم ذاته سببا في إيذاء الآخرين وإلحاق الضرر بهم.
حذرت من الفوضى التي تعيث بالبلاد فسادا وها هي تصل إلى مدينة الحديدة ويا لها لم تصل فالدم التهامي بدأ يسيل وأول قتيل سقط لأسباب لا يعرفها المساكين الطامحون برفع المظالم عنهم ولكن يعيها مشعلو الفتن المستفيدون الحقيقيون مما يجري اليوم في الحديدة فهم يدركون انه ومع اول قتيل لن تهدأ الحديدة ولن تستقر اطلاقا.
كنت أتمنى أن يسأل كل من يخرج للشارع مهددا هذا بإغلاق محله ومحذرا ذاك من النزول مرة اخرى للحديدة ومتوعدا فلان وعلان بأن دوره قادم طالما وهو ليس من ابناء تهامة أو على الاقل لا يناصر القضية التهامية عبر الاسلوب الذي لا يقر به المنطق ولا يرضى به ديننا الحنيف.
عندما بدأ الحراك التهامي وأعقبه بعد ذلك تشكيلات مماثلة وإن اختلفت الأسماء أيقنت أننا في تهامة سائرون بتحكم بعض القوى نحو تأجيج الأوضاع واستنساخ ما يحدث في الجنوب وتطبيقه حرفيا لأغراض ليست في نفوس المظلومين ولكنها في نفوس المستفيدين من انتشار العنف في تهامة المسالمة حتى تصل رسالة للعالم مفادها: حتى المسالمون في تهامة ينتفضون.
ما ذنب من قتلوا –وبالتأكيد سيقتل الكثيرون في ظل الفوضى- ما ذنب شباب في عمر الزهور يخرجون ليعبروا عن قضيتهم بأن يكون مصيرهم الموت من بنادق لا يعرفون هويتها –وإن قيل لهم انها من رجال الامن- لتكون الوقيعة أكبر بينهم وقواتنا المسلحة الذين هم من أهلنا وذوينا وهنا نتساءل من أين يأتي السلاح¿¿ ولماذا يوجد سلاح لدى البعض¿¿.
الفتنة تطل برأسها ويراد منها ان تصل لكل بيت ليس في عاصمة المحافظة بل على مستوى كل مديرية وهنا يبرز التساؤل المهم: من هو المستفيد من اراقة الدم التهامي¿¿ ومن هو المسؤول عنه¿¿ بالتأكيد ان المساكين لا فائدة لهم في الأمر على اعتبار ان صدورهم هي من تستقبل الرصاص غير المعروف مصدره.
أثناء كتابتي لهذا المقال تلقيت مكالمة هاتفية من فضيلة العلامة الشيخ عبدالرحمن عبد الله مكرم –إمام وخطيب الجامع الكبير- عبر من خلالها عن تضامنه الكبير مع القضية التهامية من باب انصاف الناس وإرجاع حقوقهم وعدم تهميشهم راجيا في الوقت نفسه ان تكون المطالبات عن طريق الاطر الشرعية والدستورية مع المحافظة على استتباب الامن وعدم ترويع الآمنين أو نهب الممتلكات العامة أو الخاصة والحفاظ على الدم الغالي على كل يمني وخلق الألفة بين المواطنين ورجال الامن… لقد قال الشيخ المكرم ما يفرضه علينا ديننا الحنيف من اشاعة المحبة والتضامن والمطالبة بالحقوق في قالب سلمي بعيدا عن المناطقية او الحزبية او الطائفية وهو ذاته ما ذهب اليه الشيخ محمد عاموه -خطيب جامع دحمان- الذي انكر دعوات التفرقة وعدها من الدعوات المقيتة التي يراد منها تمزيق الامة وتشتيتها.
إننا كتهاميين لنا حقوق ينبغي علينا ان نسوق قضيتنا بالطريقة التي تجعل الآخرين يتعاطفون معنا لا ان نحرفها عن مسارها الصحيح فالوطن بدأ يضمد جراحه ونحن شرعنا في نكايتها… اليمنيون متجهون للحوار بعيدا عن الفوضى ونحن سلكنا مسلكا لن يحمدنا عليه أحد.
قال لي أحدهم: صحيح انكم مظلومون في تهامة ولكن هل هذا الظلم وليد هذه السنة حتى تكون ردة فعل اليوم مغايرة لما كنتم عليه طيلة خمسة عقود¿¿ إن تساؤله يحتوي على كثير من المضامين فهو يريد ان يقول لي: لماذا سكتم كل هذه السنين¿ بما فيها السنتين الماضيتين عندما شاعت الفوضى كل ربوع اليمن.. ولماذا انتم سائرون خلف أناس ساهموا طيلة الخمسين عاما أن تظلوا مظلومين وهم متنعمون وما إن بدأت النعمة تزول من ايديهم حتى أرادوا هدم المعبد على من فيه في تهامة.
نعود ونذكر ونوجه نداء عاجلا للأخ الرئيس- بالتدخل السريع واحتواء المشكلة فما حدث من صراعات في مختلف محافظات الوطن وصعب تداركها حتى استفحلت وتفاقمت ها هي اليوم تتكرر في تهامة العاشقة للسلام..
يجب تدارك الوضع فورا حتى لا يتمكن البعض من تحقيق مآربهم في تأجيج ا