عقول وعجول و(مهاتير‮)!!!‬

عبدالرحمن طاهر

 - اعتقدت أن في‮ ‬الموضوع مزحة حين سمعت عن استقدام مهاتير محمد باني‮ ‬ماليزيا الحديثة إلى اليمن لتقديم رؤيته لبناء اليمن الجديد‮ ‬لكن بعد وصول الرجل فعلا
عبدالرحمن طاهر –
اعتقدت أن في‮ ‬الموضوع مزحة حين سمعت عن استقدام مهاتير محمد باني‮ ‬ماليزيا الحديثة إلى اليمن لتقديم رؤيته لبناء اليمن الجديد‮ ‬لكن بعد وصول الرجل فعلا قبل أشهر شعرت أن وراء الفكرة مستشارا خبيثا استقصد الاستخفاف بالحكومة وبعقول اليمنيين ذلك لأن الرئىس الماليزي‮ ‬لا‮ ‬يمتلك عصاة سحرية لتحويل بلد‮ ‬غير بلده إلى‮ (‬جنات عدن تجري‮ ‬من تحتها الأنهار‮) ‬حتى وإن كانت للرجل خبرة وكفاءة وتجربة أو حتى بركات من السماء ليس لأن اليمن‮ ‬غير ماليزيا حيث لكل بلد خصائصه ومشكلاته المختلفة أو له طرائقه في‮ ‬النهوض من كبواته وحسب بل لأن هذا البلد الموصوف بالبلدة الطيبة في‮ ‬القرآن لم‮ ‬يتوفق بحكومات تحميه من‮ (‬الفئران والقوارض‮) ‬وتستثمر موارده بكفاءة واليمن‮ ‬يكتظ بالموارد البشرية والطبيعية‮ ‬غير المستثمرة الاستثمار الأمثل وهو لا‮ ‬يحتاج لأكثر من حاكم/حكومة مستنيرة له لها رؤية واضحة لاستثمار وتوظيف تلك الموارد ووضعها على المسار الصحيح والسريع‮.‬
لا تذهبوا بعيدا في‮ ‬الجوار بلد نهض من كبوته خلال عقدين بعد أن استجمع قواه وامتلك الرؤية الواضحة وأغلق على نفسه من الداخل وانشغل بنفسه وأدار موارده بكفاءة‮ ‬انه عمان‮.‬
حقيقة لم‮ ‬يحظ بلدنا للأسف الشديد وعلى مدى عقود بإدارة مثلى تدير موارده وتستثمر قدراته المختلفة وتوجهه نحو مستقبل آمن بل بقي‮ ‬أسير العجز والحروب والتعصب الأعمى بفعل عجز من تولوا زمام قياده‮.‬
اليمن ليس بالفقير لتبقى أيادي‮ ‬أبنائه السفلى وليس مصابا‮ ‬بلعنة تاريخية ليظل شعبه الذكي‮ ‬أسير الجهل والتخلف والعجز عن النهوض أو لتبقى سواعد أبنائه رهينة الهجرات فقط هذا البلد العريق مصاب بعقوق بعض أبنائه المهووسين بالسلطة والسيطرة والاستبداد والاستحواذ على مقدراته مقابل خضوع السواد الأعظم لإبقائهم أسرى الفقر والعجز عن مواكبة الدول‮!! ‬هؤلاء كرسوا الجهل وشوهوا الوعي‮ ‬وهجروا وفرقوا الصفوف بـ(فرق تسد‮) ‬وتمادوا في‮ ‬استغفالنا وإذلالنا وكسروا شوكة من‮ ‬يتطلع للتغيير‮!!‬
مهاتير محمد رجل عادي‮ ‬عرف طبيعة بلده وأدرك ما تحتاجه وكان صادقا‮ ‬مع نفسه ومواطنيه استجمع قوى بلده واستقطب الكفاءات وكرس معايير وقيم العلم والعمل والإنتاج وعمل على تنمية بلده وهكذا دارت عجلة التنمية وسارت ماليزيا مع العصر‮.‬
في‮ ‬عام‮ ‬2009م وزع شوقي‮ ‬هائل على هامش احتفائية مؤسسة السعيد بالجائزة السنوية منشورا‮ ‬عن باني‮ ‬سنغافورة وطلب التعليق عليه من الحضور‮ ‬كنا ظهيرة ذلك اليوم السعيد نمضغ‮ ‬القات في‮ ‬الاستراحة والحماس باد على وجوه الجميع علق البعض بحماسة وناقشوا المنشور لكن الرجل الذي‮ ‬يحلم ان‮ ‬يرى بلده كبلاد الله عقب قائلا‮: ‬ما الذي‮ ‬ينقصنا لنصبح كسنغافورة أو كأي‮ ‬بلد لا‮ ‬يمتلك حجم مواردنا ومع ذلك نهضوا من كبوتهم!¿ سؤال استنكاري‮ ‬من رجل إدارة‮ ‬يعرف كيف تدار الموارد انتقد من‮ ‬يقول عكس ما‮ ‬يعمل اليوم هؤلاء الخبرة المهاتير‮ ‬يعيقون المحافظ شوقي‮ ‬وهم‮ ‬يعلمون مسبقا مهنيته وخبرته ونزاهته ويعمدون بوضع خبطات الحديد بين تروس العجلة كلما بدأت بالدوران‮!!.. ‬هل نحن مصابون فعلا‮ ‬بلعنة الفئران والقوارض التاريخية¿‮!‬
هامش‮: (*)(‬مهاتير‮) ‬باللهجة الدارجة لبعض المناطق اليمنية جمع مهتور والمهتور مجنون أو متهور لا‮ ‬يحسب حسابا‮ ‬للقول ولا‮ ‬يعمل بما‮ ‬يقول وعليه فكم مهاتير في‮ ‬هذا البلد المنكوب بكائنات مستهترة بالقيم ومهووسة بالسيطرة والسلطة والاستحواذ والاستبداد وكم وكم‮.. ‬ولله في‮ ‬خلقه شؤون و‮..&#823

قد يعجبك ايضا