الكهرباء ولعبة شد “السلك”
عباس السيد
عباس السيد –
قد يكون خبر انقطاع الكهرباء هو الأسرع معرفة عن سواه من الأخبار فهو يصل إلى الناس ” بسرعة الضوء ” . ولذلك فإن المنزل الذي يمسي في الظلام لا يحتاج ساكنوه أن يقرأوا في اليوم التالي خبر انقطاع الكهرباء ـ ما لم يتضمن الخبر تفاصيل الحدث وأسبابه أو تداعياته.
ومع ذلك يتكرر باستمرار في وسائل الإعلام المحلية المختلفة العنوان التالي :” اعتداء تخريبي يخرج محطة مارب الغازية عن الخدمة ” . وفي كل مرة يحمل الخبر نفس التفاصيل وأحيانا يكون الاختلاف في موقع الاعتداء فقط وهي جميعا لا تتجاوز خمسة مواقع وقد حفظناها جميعا .
حين يقرأ الناس الخبر في اليوم التالي أو يسمعونه بعد ساعات ولا يجدون فيه إجابات لتساؤلاتهم يبدو الاعتداء التخريبي الذي تعرضت له شبكة الكهرباء في نظرهم وكأنه جولة جديدة في لعبة شد ” السلك “.
ومع تكرر الاعتداءات واستمرار التعتيم يبدو الجميع وقد استسلموا للظلام فلم يعد أحد يسأل عن الأسباب أو يبحث عن حلول .
في مقر الصحيفة وأثناء كتابتي لهذه السطور سمعت عن وصول خبر لوزير الكهرباء الدكتور صالح سميع يتحدث عن لجان تقصي الحقائق .. تركت الورقة والقلم واعتقدت أن لا داعي لإكمال المقال فتشكيل لجنة لتقصي الحقائق يشير إلى توجهات حكومية جادة لمواجهة محنة الكهرباء في هذه المرة.
تناولت الخبر الذي وصل عبر الفاكس من الزميل سعيد الجعفري ” المتخصص بأخبار الكهرباء ” فإذا بالوزير يتحدث في الخبر عن لجنتي تقصي الحقائق حول أحداث عدن وحضرموت بصفته عضوا في إحدى اللجنتين وليستا لتقصي الحقائق حول الاعتداءات عل شبكة الكهرباء كما كنت أعتقد.
تركت الخبر يسير في طريقه وعدت لإكمال المقال من حيث توقفت وأنا أتساءل لماذا ينشغل وزير الكهرباء بتقصي الحقائق حول قضايا أمنية سياسية ولا يتقصى الحقائق حول ما يحدث لشبكة الكهرباء ¿ . لماذا يتعامل معالي الوزير والحكومة مع مشكلة الكهرباء كقضية هامشية لا تستحق الاهتمام ¿.
كان على وزير الكهرباء أن يعتذر عن تكليفه في تقصي أحداث عدن وحضرموت ويقول لهم : أنا آسف أنا مشغول جدا .. لدي في وزارتي من المشاكل والألغاز ما يحتاج إلى ” حكومة كهرباء ” وليس لمجرد وزير فقط . وفي حالة أصروا عليه أو تعرض لضغوط من نوع ما &#