مالي .. هل تورطت فرنسا في «أفغانستان أفريقيا»¿

محمد حسن شعب

 - ساسة الجمهورية الفرنسية يتعاطون مع القارة الأفريقية على أنها حوشهم الخلفي ولا مساومة في أي دول العالم التي قد تتورط في التدخل بشأن أية دولة من دول أفريقيا بما في ذلك مظلة النظام الرأسمالي أمريكا إلى درجة أن بيل كلينتون الرئيس الأمريكي ا
محمد حسن شعب –
ساسة الجمهورية الفرنسية يتعاطون مع القارة الأفريقية على أنها حوشهم الخلفي ولا مساومة في أي دول العالم التي قد تتورط في التدخل بشأن أية دولة من دول أفريقيا بما في ذلك مظلة النظام الرأسمالي أمريكا إلى درجة أن بيل كلينتون الرئيس الأمريكي الأسبق حاول مخاطبة فرنسا من إحدى مدن جنوب أفريقيا بأن أفريقيا ليس حوشا حصريا على فرنسا!
هذا المنطلق الاستراتيجي للمقيم في قصر الاليزيه بباريس جعل ساسة فرنسا يتعاطون مع مشاكل وحروب أفريقيا أنها شأنا فرنسيا بامتياز.
وما أن سيطر أنصار الدين على شمال مالي إلى جانب فصائل جهادية أخرى وربما طموحات عرقية لطوارق شمال مالي وإذا بفرنسوا هولاند رئيس فرنسا ووزير خارجيته لوران فابيوس يعلنون للعالم ويسوقون للشعب الفرنسي ودافعي الضرائب الفرنسيين أن فرنسا بقيادة هولاند تعد العدة لمواجهة الإرهاب في أفريقيا وتنظيم القاعدة في مالي ويكرسون قناعات للشعب الفرنسي بأن ما من خيار تجاه فرنسا سوى التدخل العسكري وأعلنوا بحشد وتجهيز في حدود 2000 جندي لدعم الرئيس والشعب المالي لاستعادة إقليم شمال مالي.
ومنذ 11 يناير حشدت وزارة الدفاع الفرنسية بوارجها الحربية إلى شواطئ غرب أفريقيا وشرعت بتوجيه ضربات الطيران الفرنسي رفال وخاصة مدن تمبوكتو وكونا وغاو وسواها من مدن شمال وشمال شرق مالي تمهيدا لإنزال قوات برية إلى مدينة تمبوكتو وهي كبرى مدن شمال مالي بالتزامن مع تغطية شكلية لقوات أفريقية من تشاد ونيجيريا وغيرها من دول غرب أفريقيا تحت مسمى «ميسما» وبقوام محتمل ستصل إلى سبعة آلاف جندي من أفريقيا إلى جانب الجيش المالي المعروف بحسب كثير من الوكالات الأوروبية بأنه جيش مشهور له بالروح القتالية وكل هذه الجحافل ممولة بمال فرنسي وقليل من الدعم اللوجستي من بريطانيا وأمريكا للقوات الفرنسية ويتضح بحسب العديد من التحليلات بأن دخول فرنسا إلى مالي تورط لا يقل عن تورط أمريكا في جبال قندهار الأفغانية منذ أكتوبر 2001م بذريعة مواجهة إرهاب حكومة طالبان المسيطرة يومها على أفغانستان والرافضة تسليم أسامة بن لادن لأمريكا لمحاكمته وبحسب الباحث المغربي بالطرش يرى أن إعلان فرنسا الانسحاب لجيشها المتواجد في مالي ابتداء من مارس القادم مجرد هراء لأن ساحة مالي مليون ومائتين ألف كيلو متر مربع بينما مساحة أفغانستان عن 652 ألف متر مربع أي ضعف مساحة أفغانستان ولم تتمكن أمريكا من الخروج من أفغانستان حتى اليوم إلى جانب أن عشرين عرقية تتواجد في جنوب مالي بخلاف مطالب الطوارق في تقرير مصير شمال مالي ومطالبة بعضهم بالاستقلال إلى جانب أن غالبية الجهاديين من أنصار الدين وغيرهم من المتطرفين لا يتواجدون في كيدال كما يتوقع الفرنسيون بل هروبهم من ضربات الطيران الفرنسي جعلهم يتجهون إلى تخوم أطراف مالي قرب حدود الجزائر وموريتانيا وسواها وينتشرون في اتجاهات مختلفة.
وقد شرعوا بتوجيه ضربات انتحارية للقوات الفرنسية والإفريقية بما ينذر باستدراج فرنسا عسكريا على الأرض إلى جانب أن الفرنسيين بشكل غير مباشر دفعوا أربعة عشر مليون دولار فدية لاستعادة مواطنين فرنسيين مختطفين من العام الماضي لدى إسلاميي القاعدة في شمال المغرب العربي وذلك بحد ذاته تمويل مباشر للمقاتلين الماليين!!

قد يعجبك ايضا