أدباء صنعاء يصرون على استعادة الألق الثقافي

الثورةخاص


الثورة/خاص –

في إطار برنامج نشاطه الثقافي للفصل الأول من العام الجاري 2013م أقام اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين- فرع صنعاء أمس على رواق بيت الثقافة بصنعاء احتفائية ثقافية خاصة لصوتين إبداعيين شابين ممن تزخر الساحة الإبداعية الجديدة بحضورهما وإنتاجهما الأدبي المتميز والمتجدöد إذ احتفت الفعالية بالقاصة بلقيس الكبسي ومجموعتها القصصية الجديدة (عندما حل المساء.. أطفأ شمعة) والشاعر عمار الزريقي ومجموعته الشعرية الموسومة بـ (صعلكة) في حفل توقيع شهد العديد من الفقرات والمساهمات والمداخلات الأدبية والنقدية بعد أن قدم الأديبان المبدعان قراءات مختارة من إصداريهما الجديدين وقد شارك فيها نخبة من الأدباء والكتاب والمثقفين من بينهم الأساتذة: محمد الأشول علوان الجيلاني أنور داعر محمد محسن الحوثي فيصل البريهي ويوسف العزعزي..الذين أكدوا إجمالا على خصوصية وتميز هذين الصوتين الإبداعيين اللذين يحتفي بهما أصدقاؤهما وزملاؤهما عبر فرع الاتحاد الذي شكل ويشكل آخر أسباب الأمل في إمكانية استعادة ألق الثقافة والنشاط الثقافي على الساحة الوطنية.
ومما طرح في أوراق ومداخلات هذه الفعالية حول مجموعة (عندما حل المساء.. أطفأ شمعة) القصصية للكاتبة بلقيس الكبسي ما قاله الأستاذ محمد الأشول من أن نصوصها جاءت لتؤكöد أسلوب الكاتبة في الطرح وطرائقها في المعالجة لقضايا المجتمع وأفراده وجماعاته ولتحاكي تجارب إنسانية ومعاناة الناس بما يرافقها من انفعالات قوية وما يكتنفها من مشاعر فياضة.. وأن هذه النصوص جاءت أيضا لتعكس الأسلوب الفني والشكل الجمالي اللذين أنتجتهما المبدعة ليرتفع السرد إلى منتهى الكمال وذروة الإبداع وغاية الروعة وقمة الانتشاء..
وذلك من خلال توزعها بحسب الحجم إلى قصص قصيرة وأخرى قصيرة جدا وأيضا حسب تنوع الأسلوب بين الحكايات الخيالية والواقعية وبين المشاهدات الحياتية والخواطر الوجدانية والتصورات الذهنية.. وأكدت الورقة المشاركة على أن النصوص جاءت في مجملها لتعكس رؤية الكاتبة لعلاقات المجتمع اليمني وقضايا مكوناته ومشاكل شرائحه بلغة فصيحة تموضعت على موقع وسطي فوق لغة الصحافة ودون لغة الشعر..كما قدم أنور داعر البخيتي ورقة حول مجموعة (صعاليك) الشعرية للشاعر عمار الزريقي تناول في بدئها أبعاد وتصورات مفهوم الصعلكة والصعاليك خلال الإرث الثقافي العربي وارتباطه بالمفاهيم السلبية والانحلال والضياع القيمي والمجتمعي من جانب وفقر المعيشة بفقر العقل من جانب آخر..
إلا أن مبدع هذه المجموعة الشاعر عمار الزريقي في صعلكته (الألفينية)هذه يبرئ صعاليك الدنيا عبر مراحل التاريخ من تلك التهم الأخلاقية والمجتمعية ويكتب حرفه بصعلكة العدل والإخاء والمساواة والحرية وانتزاع الحقوق ويسطر النضوج الفكري والاجتماعي والخروج السياسي والتمرد الإيجابي للصعاليك وأهدافهم النبيلة..
ويؤكد البخيتي في مشاركته هذه على أن الصعلوك هو الثائر الأول بمقتضى زمانه قديما كان أو حديثا وكان ذلك أمرا حتميا عليه.. مضيفا: وما صعلكة الزريقي إلا ثورة ألفينية على كل المستويات سبقت حدث الربيع العربي وواكبته وما زالت متقدة في حروف هذه الشاعر الصعلوك الذي يتخذ من السخرية اللاذعة أداته الثورية إلى حد الضحك المبكي والبكاء الذي يضحك ألما.. ويؤكد الكاتب أيضا على أن هذا الشاعر (الألفيني) عمار الزريقي قد تفرد بصعلكته المعاصرة محييا في هذا الجيل قيم الصعلكة النبيلة ومدججا قرائحهم بالاستبسال والجرأة في الذود عن مقدرات إبداعاتهم ومكنونات قرائحهم فعلى امتداد التاريخ لا تتأتى الثورات إلا بصعاليك يقسمون على أنفسهم إلا الحرية مهما كلف ذلك من ثمن..قيادة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين- فرع صنعاء من جانبها أدت على ضرورة استمرار الأداء الثقافي وإن بما شح وندر من الإمكانات لتقديم مثل هذه الأصوات الإبداعية المتميزة وأشار الإخوة في القيادة إلى أن هذه الفعاليات التي يحرص الفرع على إقامتها تأكيدا على حضور الاتحاد كمؤسسة ثقافية فاعلة رغم المعوقات المختلفة وعلى رأسها المادية وأن مثل هذه المبادرات الفعلية الواجبة في سياق العمل الثقافي تهدف في مجملها ومنها الفعالية إلى تشجيع المتميز من التجارب والأصوات الإبداعية التي لها عطاءات ملموسة ويتوقع استمرار عطائها وتطور نتاجها بما يغني الراهن الثقافي المعاش وبما من شأنه التنشيط الفعلي المطلوب للعمل الثقافي والإبداعي في الفترة الراهنة واستعادة ألق العمل الثقافي وحضوره الذي يتصف حاليا بالركود والسكون إلى درجة أنه كاد ينعدم بسبب وإزاء الأزمة التي يشهدها الوطن منذ أكثر من عامين كما تشير قيادة فرع الاتحاد بصنعاء التي تؤكöد على ضرورة الاهتمام الجاد بالعمل الثقافي الآن والالتفات

قد يعجبك ايضا