قرار حكيم
أحمد عبدالله الشاوش

أحمد عبدالله الشاوش –
بعد أن طال الانتظار وثار الجدل بين مختلف أطراف العمل السياسي ومكوناته من شباب الثورة ومنظمات المجتمع المدني والمرأة وغير ذلك وما ترتب على عدم تحديد موعد لانعقاد «مؤتمر الحوار الوطني الشامل» من اختلاف وتأخير وبلبلة وتشكيك ها هو الرئيس عبدربه منصور هادي يحسم الخلاف وبلغة «قضي الأمر الذي فيه تستفتيان» باتخاذه قرارا رئاسيا شجاعا وراشدا بانعقاد مؤتمر الحوار الوطني يوم الـ18 مارس 2013م واسناد رئاسة المؤتمر لمرشح التوافق الوطني باعتباره الشخصية الأكثر قبولا ومحل إجماع الشعب اليمني وأطراف العمل السياسي ورغم مفاجأة الأوساط السياسية والشعبية بهذه الخطوة الجريئة والمتوازنة والضرورية بذلك القرار الحكيم الذي يصب في المصلحة العامة وإحلال مزيد من الأمن والاستقرار ويغلق بابا من أبواب الخلاف والجدل العقيم ويضع حدا للتأويل والتفسير والدعايات المغرضة إلا أنه كان حاسما وقاطعا للشك باليقين ومحفزا لكافة أطراف العمل السياسي ومرحبا به.
فتحديد يوم 18مارس المقبل لانعقاد »مؤتمر الحوار الوطني« وارتباطه بيوم المجزرة البشعة التي حدثت بعد صلاة جمعة الكرامة والتي راح ضحيتها قرابة ستة وخمسين شهيدا وعشرات الجرحى في ساحة التغيير بصنعاء ليس عنوانا لتصفية الحسابات بين أطراف العمل السياسي أو بعضها وعلى الجميع البعد عن التحسس أو الاستثمار السلبي فارتباط الانقعاد بذلك اليوم الأسود في حياة اليمنيين هو انتصار وذكرى لدماء الشهداء والمستقبل كفيل بكشف الأيادي الآثمة أيا كانت مراكزها وسلطتها وتسلطها فالتاريخ لا يرحم.
الحوار قادم إن شاء الله ولا بد للجميع من التهيئة والتفاعل الإيجابي من أجل إنجاحه والخروج من المأزق كون الحوار يمثل محطة تاريخية واستراتيجية ترسم معالم الطريق نحو مستقبل آمن ومستقر ومبشر بالخير والعطاء خصوصا إذا توافرت إرادة جميع أطراف العمل السياسي وغلبوا مصلحة اليمن السعيد فوق المصالح الشخصية والإقليمية والدولية كما أن الأمل والطموح والمشاعر الفياضة تغرس فينا الإيمان بأن المتحاورين سيكونون عند حسن الظن رغم الحماس وأن المشاحنات ستتحول بردا وسلاما بمشيئة الله وأن كافة وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة والمواقع الإلكترونية الحكومية والحزبية والأهلية ستتفاعل بروح وطنية صادقة وتتعامل بمهنية عالية في كل ما تنقله وسوف تسخر وسائلها في نشر ثقافة الحب والوفاء لليمن أرضا وإنسانا بعيدا عن الإثارة والتضليل والزوابع والبلبلة وتصفية الحسابات الزائفة وأن ترتقي بالإعلام اليمني إلى العلياء..
shawiah22@Gmail.com