أزمـــة أخــلاق

معين النجري


 - الجيوب خاوية ... وطلبات البيت كثيرة .. والأسعار نار يا حبيبي نااااار, ممكن تدفع بضعيف الإيمان إلى الكفر وليس إلى صناعة الفوضى فقط.. ويجب أن نلتمس العذر لمن جارت عليهم  الظروف بتراكماتها الثقيلة. 
لكن هذا ال
معين النجري –

الجيوب خاوية … وطلبات البيت كثيرة .. والأسعار نار يا حبيبي نااااار, ممكن تدفع بضعيف الإيمان إلى الكفر وليس إلى صناعة الفوضى فقط.. ويجب أن نلتمس العذر لمن جارت عليهم الظروف بتراكماتها الثقيلة.
لكن هذا الوضع لم يكن وليد اليوم ولا الشهر ولا وليد ما بعد أحداث العام قبل الماضي , الحالة «كحيانة» عند غالبية الشعب وخاصة أصحاب الدخل المحدود منذ عقد تقريبا, لكن شيء من هذا العبث الذي تشهده الكثير من مرافق الدولة لم يحدث رغم كل ما كانت تعيشه من فساد مالي وإداري إلا أن ثمة شيئا كان يضبط الناس, فبالإضافة إلى ما تبقى من هيبة الدولة _حينها_ كان هناك «شوية» أخلاق تمنع الموظف الشاب من التطاول على الموظف الشايب أو الأكبر سنا حتى لو لم يكن من أصحاب المناصب العليا.
كانت الألفاظ المستخدمة أثناء الصراعات والنزاعات وحتى العراك أكثر تهذيبا وأدبا مما نجده اليوم لغة دراجة بين الناس.
كان الموظف يمنح رئيسه في العمل حقه من الاحترام ويقابله المسئول بتعامل أكثر رقي .. وحين يعد موظفيه بشيء يحرص على الوفاء.
كنا نحافظ على أملاك الدولة كما لو كانت ملكا خاصا لكل واحد منا.
الآن تغيرت الأمور تماما .. «سقط القناع على القناع» بعد ما شهدته اليمن من أحداث وخاصة ما أسموها ثورة المؤسسات التي نفذها موظفون للتخلص من رموز الفساد , لكن أحد الأطراف السياسية دعمت هذه الثورات من أجل التخلص من كوادر غريمها السياسي فقط, وإحلال كوادرها في المناصب لتصبح هي السلطة وليس لتخلص هذه المؤسسات من الفساد المالي و الإداري.
هذه الثورات نسفت كل التقاليد الوظيفية والمهنية والإنسانية وحتى الأخلاقية وأصبح كل فرد يرى في نفسه ثورة مستقلة , ليس ضد الفساد وإنما ضد من يقف في وجه مصالحه الخاصة حتى لو كانت مصالحه هذه هي عين الفساد.
هذا ما يحدث الآن في معظم مؤسسات الدولة. يكفي أن يجتمع عشرون أو ثلاثون شخصا ممن فقدوا مصالحهم أو محسوبين على جهة معينة ليقفوا في وجه أكبر مسئول في المؤسسة ويمنعوه من الدخول إلى مكتبه أو يطردوه شر طردة وهناك وسائل إعلام كفيلة بتغطية الحدث مضروب في عشرة أضعاف وهات يا فضايح والمصيبة أن كل الأطراف السياسية أصبحت تمارس هذا التصرف ضد الآخر . وفي نهاية المطاف لن تنجح في إيقاف الفساد ولا التغيير إلى الأفضل فقط المزيد من تدمير ما تبقى من العمل المؤسسي الهش أصلا .
يعني المسألة كبريتوا … المسألة مسألة أخلاق في الأول والأخير وتحياتي البيضاء.

قد يعجبك ايضا