11 فبراير صعود شعب
معاذ القرشي
معاذ القرشي –
الحديث عن يوم 11 فبراير في التاريخ الحديث لليمن حديث لا يزال متصفا بروح ثورية قادمة من روح شباب وشابات اليمن الذين استطاعوا بفعلهم أن يرسموا طريق المستقبل وأن يجعلوا ملامحه معمدة بأرواحهم مع أنهم أرادوها أن تكون سلمية وبرهنوا على ذلك بأدواتهم السلمية لكن غطرسة الطرف الآخر أرادتها أن تكون مخضبة بدماء الضحايا وهو ما لم يرده الشباب لكنهم كانوا كرماء في مواجهة التحدي فحملوا رؤوسهم على أكفهم من أجل خطبة الحسناء.
(ومن يخطب الحسناء لا يغله المهر) وهي بالفعل ثورة حسناء كانت بمثابة إعادة اعتبار لثورتي سبتمبر وأكتوبر ومراجعة شاملة لكل ما سبق.
11 فبراير لم تكن ترفا فكريا وإنما بحاجة ماسة لاستعادة روح الثورة بعد أن تعرضت للمصادرة جراء أنظمة سلبتها أجمل ما فيها.. أمامي الآن صور لدماء كل الضحايا أولئك الذين حملوا مشاعل الهداية نحو المستقبل المشرق لكن اليمن أغلى منهم ولأجلها وهبوا أرواحهم ونحن الآن اتخذنا الطريق الصحيح وجهة لمعالجة كل القضايا العالقة ولأول مرة يحتكم الجميع للغة العقل ويستبعدون وسائل الصراع التي أثبتت الأيام أنها في غير صالحهم.
يحق لنا أن نفرح ويحق للأمهات اللاتي فقدن أبناءهن في درب ثورة 11 فبراير أن يفخرن بهم وبما صنعوه لقد سلبوا الطغاة فرحتهم بالبقاء إلى ما لانهاية.. ولا زلت أتذكر تلك المشاهد التي روت بها دماء شباب اليمن جميع الساحات من أجل أن تزهر شجرة الحرية وفعلا استطاعوا ذلك وفتحوا فتحة للنور في جدار لطالما ظل حائلا دون تطلعاتهم لكنه تهاوى أمام صيحات حناجر الثوار والثائرات في كل ساحات الوطن ثورة 11 فبراير يوم صعد فيه شعب وسقط نظام.