المعرفة طريق الكرامة الإنسانية

حسن أحمد اللوزي

 - لا نبالغ إذا قلنا بأن الحياة والمعرفة صنوان وبأن غنى وازدهار الأولى ينبني على قيام وتوسع وانتشار الثانية.
 وبأن الإنسان فردا.. ومجتمعا بل وعالما يستطيع أن يعيش الحياة باقتداره المعرفي.. وبقوة مايملك من المعرفة.
حسن أحمد اللوزي –

لا نبالغ إذا قلنا بأن الحياة والمعرفة صنوان وبأن غنى وازدهار الأولى ينبني على قيام وتوسع وانتشار الثانية.
وبأن الإنسان فردا.. ومجتمعا بل وعالما يستطيع أن يعيش الحياة باقتداره المعرفي.. وبقوة مايملك من المعرفة.
ولا يمكن أن توجد علاقة حياتية صغيرة كانت أو كبيرة بدون وجود معرفة معينة تقود إليها وتتطور بها.. وتطور تلك العلاقة لتتنامى وتكبر.
وكانت الكلمة منذ البداية وسيلة نقل وإيصال المعرفة وأداة تأسيس وبناء العلاقات الإنسانية المتعددة في دوائرها المتعددة.. والمتشابكه.
وكذلك الأمر بالنسبة لعلاقات الإنسان بما حوله وبالسماوات والملكوت وقبل ذلك بالصلة بالبارئ الأول رب السماوات والأرض وما بينهما.
فالرسالات السماوية تأسست وتنامت عبر تلكم الوسيلة.. بما في ذلك الكلام وأقدس ذلك وأعلاه مرتبة كلام الله مع خلقه. وإلى خلقه وأزكاهم وأعلاهم مرتبة الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام وبالنسبة لنا عيال الله من أبناء حواء وآدم ومن لحظة كلم الله أبانا آدم عليه السلام وعلمه الأسماء كلها..” وعلم آدم الأسماء كلها”صدق الله العظيم.
ومن هذا البعد من التناول أحببنا أن نصل إلى السببية التي تشير إليها الآية الكريمة برقم 13 في سورة ” الحجرات” ” يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير”.
والتي تشير إلى المعرفة وإنتاجها وتداولها كوسيلة وغاية وجودية واستخلاف تتطلب من البشر كلهم دون استثناء للوصول إلى المراتب العليا من التقوى حتى يحصدوا الكرامة المخصصة لهم من الخالق ولذا يمكننا أن نفهم بسهولة ودون عناء الاجتهاد وإجهاد الملكات العقلانية المتوفرة لدى كل المكلفين لفهم حقيقة فلسفة الوجود الاستخلافي لبني البشر.
فإن فلسفة الخلق.. وبناء الوجود الإنساني مستهدفة في حد ذاتها من أجل التعارف الذي هو الشرارة الأولى لامتلاك الوصل عبر الاتصال المعرفي.. والذي هو أيضا بحد ذاته يكون الأرضية الصالحة والخصبة لإقامة علاقات التعارف والتعاون في ظل مبدا الكرامة المتساوية.. والحقوق المتساوية ولا وجود لأمر أو صفة تميز الإنسان عن أخيه الإنسان في الحياة وفي علاقات بني البشر فيما بينهم.. ومع بعضهم البعض وتلك هي خلاصة الفكرة الحقوقية الوضعية في وثيقة حقوق الإنسان.. والتي لها أصل ثابت في الدين الحنيف.. التمييز هولله وحده وهوعند الله قائم على ميزان واحد وواضح وهوالتقوى وجوهره عمل بالقلب مما لا يعلم به أحد سوى الله سبحانه وتعالى عالم الغيب والشهادة.

قد يعجبك ايضا