أعدمت صديقي تنفيذا لوصيته وبعضهم يموت وهو يغني

لقاء :سامية صالح


لقاء :سامية صالح –
المرأة اشد صلابة من الرجا ولا تذرف دمعة واحدة

في مشهد يعجز عنه الواصفون وتتخاذل الأقلام في تشبيهه .. تتسارع الأنفاس وتتثاقل الخطى وتشتد الأعصاب وتتلبد المشاعر وتتعالى خفقات القلب …. في تلك اللحظة تزدحم الوجوه المتشابهه وتتوحد النظرات المتربصة ويساق بالمحكوم عليه لينال جزاء ما جنته يداه  ووسط ترقب وهمهمات الحضور يسمع المحكوم صوت خطوات ( العشماوي ) تقترب منه كدمدمات الطبول ومع كل خطوة يقترب منه الموت أكثر فأكثر حينها يصوب طلال صالح الطيبي بندقيته صوب القلب مباشرة فيمنحه بذلك تأشيرة الدخول إلى العالم الآخر..!!

في الساحات العامة

-إلى وقت قريب كان تنفيذ الإعدامات يتم على مرأى ومسمع الجميع أما الآن فيقتصر على مناطق مغلقة في السجون لماذا¿
–        معك حق وذلك للاحتياطات الأمنية وبسبب الضغوطات من قبل المنظمات الحقوقية التي تحاول جاهدة التدخل في تغيير قرار الحكم وأحيانا تستغل مثل هذه التنفيذات لاستخدامات سيئة من قبل بعض الإعلاميين فيلتقطوا الصورة ثم يكتبون تحتها ما شاءوا وينشروها للعالم ليشوهوا صورة الإسلام وأننا بلد ننتهك حقوق الإنسان ونصادر حقه في الحياة ويتجاهلون ما كان المجرم قد ارتكبه وسببه من ضرر يستوجب الجزاء العادل ولو كان الأمر بيدي لاعدت التنفيذ في الميادين العامة للعظة والعبرة لأن اغلب المحكومين لا يعلمون أن القاتل سيقتل ولو علموا ذلك ما قتلوا لدرجة أن البعض يقول في مجمل كلامه إن تشاجر مع احدهم ( أنا عداقتلك وادي ديتك أفلاس ) فالجهل بالعاقبة يؤدي إلى هذا المصير المشؤوم
 
– ما هي اعتى الحالات التي شاهدتها¿
– تعتبر فترة السجن محطة لتأهيل النفس وتزكيتها ومحاسبتها والندم على ما فات والتقرب إلى الله لكن البعض يزداد داخل السجن إجراما واغلب هؤلاء هم حالات الحرابة الذين يقومون بالتقطع والسلب والنهب وقتل النفس المحرمة وقد شدد الله في عقوبتهم والغريب أنهم حين يساقون لساحة الإعدام يخرجون وكأنهم يحاربون الله ورسوله في عينيهم تحد غريب ولا ندم  أو توبة فمنهم من يخرج وهو يغني  ومنهم من يدخن بخيلاء ومنهم من يخزن ولا يأبه انه سيفارق الدنيا وتشعر انه لو عاد الزمن بهم إلى الوراء لفعلوا أكثر من ذلك ونشروا في الأرض الفساد.
ثلاث نساء

– كم أعدمت إلى الآن وما هي الصفات التي يجب توافرها في (العشماوي)¿
– أعدمت مئة وسبعين رجلا وثلاث نساء ويجب أن يخلص المنفذ نيته لله وانه يؤدي واجبا شرعيا وأن يكون قوي القلب بحيث لا يتأثر بالمواقف الإنسانية حالة التنفيذ فيجب أن يترك قلبه جانبا ويلغي عواطفه لان أي قلق أو توتر يؤثر على كفاءة التنفيذ وان يكون على درجة عالية الخبرة في تحديد مكان القلب لكيلا يتعذب المحكوم  ويتحمل الضغوطات ويتكيف مع هذا الوضع الصعب فمنفذ الأحكام يواجه الضغوطات الكثيرة وقد تعرضت شخصيا لإطلاق نار لأكثر من مرة وأنجو بفضل الله وأتلقى تهديدات  عن طريق الهاتف وأحرقت سيارتي مرتين وهذا يستدعي الحيطة والحذر.

-ما الذي يجعلك تقبل مثل هذه المهنة الصعبة التي تعرضت لها ووالدك من قبلك ¿
-عندما توفي والدي كنا  لازلنا منشغلين بأمور الدفن و الموت وفي حالة حزن شديد على والدي فكلفت إدارة السجن المركزي احدهم بتنفيذ حكم إعدام فأطلق على المحكوم أربعة عشرة طلقة والمفروض ألا تتعدى الأربع الطلقات  ومكث الرجل يتعذب لأكثر من نصف ساعة فباشره بطلقة في رأسه وهذا مخالف لقول الرسول (إذا قتلتم فأحسنوا القتلة  ) وحين علمت بما حدث قبلت هذه المهمة كوني حضرت مع والدي أكثر من مئة إعدام ولدي الخبرة الكافية

– هل تفصح عن طبيعة عملك خارج أسوار السجن ¿
– لا أتحدث عن مهنتي فأنا في العمل موظف وخارجه طلال الطيبي الإنسان البسيط وعندما أكون في عرس ويعرفني احدهم أرى نظرات الاستغراب والتوجس والتهامس وهذا يزعجني
 
-ماهي أشهر حالة توليتها تحولت إلى قضية رأي عام¿
-قضية الحلاق الذي جاءه طفل في العاشرة ليلا ليحلق له فأغلق باب الصالون واعتدى عليه ثم قتله وأخفاه داخل حقيبة وتخلص منه وحين سأله والده عنه أنكر معرفته بالصبي مع أن الأب أوصله بيده إليه فثارت الشكوك حوله وحين تم القبض عليه اعترف وأدلى بمكان جثة الصغير وقد تناولت هذه القضية جميع وسائل الإعلام وتابع تفاصيلها المواطنون وقد اعدم في ميدان عام حضره الآلاف وكان عبرة لكل من تسول له نفسه مثل هذه الجرائم وبثت لحظة إعدامه القنوات  المحلية وانتشرت عبر مواقع النت. 
وأموالي وأملاكي

– صف لنا حال المحكوم عليهم في الدقائق الأخيرة من حياتهم¿

-تتنوع حالاتهم فالبعض يصاب بالذهول والخوف والبعض يجر إلى ساحة الإعدام جرا فلا تستطيع قدماه أن تحملاه ومنهم م

قد يعجبك ايضا