المدخنون الصغار .. من التجربة إلى الإدمان

تحقيق:زهور السعيدي

تحقيق:زهور السعيدي –

في الوقت الذي يحاول الكثير من المدخنين الاقلاع عن التدخين يشرع العديد من الأطفال لممارسة هذه العادة وادمانها .. حيث أشارت التقارير إلى أن حوالي 30% من أطفال اليمن أصبحوا مدمنين على التدخين قبل أن تبلغ أعمارهم الحادية عشرة غير آبهين بخطورته على الصحة وعلى المجتمع وخاصة في مجتمعنا اليمني الذي يعيش نصف سكانه تحت خط الفقر.

حيث يعتبر تدخين الأطفال الخطوة الأولى للاندفاع نحو طريق المخدرات كما شوهدت العديد من العواقب الصحية الضارة قصيرة الامد للتدخين على الأطفال.

منظر مألوف
يقول الطفل “مراد” 11سنة انه يدخن السجائر منذ حوالي سنتين تقريبا ويقول انه يشعر عندما يدخنها بانه رجل وانه يشبه ابطال المسلسلات.
اما عبد القادر 13 سنة فيقول : كنت دائما اتضايق من رائحة السجائر عندما اجلس بالقرب من ابي واخوتي وهم يدخنون ولكن شيئا فشيئا اصبح شم رائحتها يعجبني وادمنت على رائحتها وكنت اسرق بين الحين والاخر سيجارة من والدي واجربها الى ان اصبحت الآن مدمنا عليها ولا أستطيع تركها .
كذلك يقول الطفل جمال انه كان يجرب شرب السجائر فقط للفضول وحب الاستكشاف.
اما عبدالله البالغ 12عاما فيقول : لقد كانت امي شديدة الحرص علينا وكانت تحذرنا دوما من السجائر والقات ولكن عندما بدأت بالعمل في المحوات “مكان بيع السمك بالحديدة” تعرفت على اصدقاء جميعهم يدخنون وكانوا جميعا يجلسون بعد العمل صباحا ويدخنون السجائر وقد جربت مرات معهم الى ان ادمنت عليها ولا استطيع العمل الآن الا بعد ان ادخن سيجارتين على الاقل وجميع من حولي هنا يدخنون صغارا وكبارا وكثيرا ما تجد هنا العديد من الاطفال دون سن الثامنة يدخنون امام الجميع بل انه من المظاهر المألوفة هنا .
بعيدا عن الاهل
اكدت العديد من الامهات انهن لا يعلمن متى بدأ اطفالهن بالتدخين بل قد تصطدم بعض الامهات بأن طفلها يمسك بسيجارة وعندها تبرحه ضربا ويحلف لها بأن لا يعاود التدخين …
تقول شيماء حسين انها نظرت ذات مرة من نافذة غرفتها المطلة على احدى الاحواش المهجورة فما وجدت الا وابناؤها الثلاثة والذي يبلغ اكبرهم الحادية عشرة من العمر وهم يدخنون حيث يمسك الكبير بسيجارة والصغار معهم اخرى يتبادلونها بينهم
وتضيف شيماء : هوت بي الدنيا عندما رأيت ذلك المنظر وضربتهم ضربا مبرحا وعندها اعترفوا لي بان اخوهم الاكبر اعطاهم السيجارة عندما اكتشفوه انه يدخن حتى لا يفضحوا أمره .
سميرة عبدالله مدرسة تقول ان تدخين الاهل في المنزل يعتبر السبب الرئيسي لتدخين الصغار حيث يحاول الطفل تقليد والديه وبالذات عندما تصبح السجائر جزأ لا يتجزأ من الحياة اليومية للاسرة.
كما ان الاطفال الذين يتوجهون للمدارس يحصلون على مصروف من اهاليهم وهكذا ينفق الاطفال المدخنون مصروفهم على شراء السجائر ويظلون بدون ماكل او مشرب وتصيبهم العديد من الاوبئة جراء ذلك .

تجريب التدخين وادمانه
تشير الدراسات الحديثة الى ان معظم الاطفال المدخنين ينتمون الى اسر مدخنة او اباء مدخنين حيث ان تعايش الاطفال مع ” المدخنين ” يؤدي الى ادمانهم وحبهم لتجريب التدخين وادمانه
وحسب تقارير اليونسيف ان هناك 150 مليونا من اليافعين مدخنون فيما اكد التقرير الاممي الى ان الاستعداد للمخاطرة التي ترتبط باحتياج نفسي لاكتشاف الحدود كجزء من تطوير الهوية الفردية يقود العديد من اليافعين لتجربة التبغ والكحول وعقاقير اخرى تسبب الادمان دون فهم كاف للاضرار المحتملة على الصحة او العواقب الاخرى بعيدة المدى للادمان مثل الانخراط في الجريمة لدفع ثمن هذه العادة واشارت الى ان اكثر انواع الادمان شيوعا هو تدخين السجائر
وتشير التقديرات الى ان نصف اليافعين المدخنين البالغ عددهم 150 مليون الذين سيستمرون في التدخين سيموتون في نهاية المطاف بأحد الأسباب المتعلقة بالتبغ وسلوكيات المخاطر غالبا ما تكون متداخلة .

اسباب تدخين الصغار
الاخصائية النفسية الدكتورة وردة وهيب تقول : ان هناك العديد من الاسباب وراء انجرار الطفل نحو التدخين تأتي في اولها ” عدم التوعية من الاسرة ومن الام بمخاطر التدخين ” وايضا عدم متابعة الطفل من قبل الوالدين كما ان في البيئة اليمنية نوع من جفاف المشاعر بين الابن ووالديه حيث تجد علاقة التأزم والتفاعل في اوجها بينهم وخاصة في مرحلة المراهقة فيعتقد المراهق ان التدخين يعطيه نوعا من الاستقلالية والرجولة خاصة من كانوا يعيشون ضغوطات نفسية ومشاكل اجتماعية
وتضيف وهيب : احيانا يتجه الطفل الى التدخين نتيجة لضغوط الاهل وحزمهم وعدم وجود علاقة الفة ومحبة وصداقة بينهم كما ان لوسائل الاعلام دورا مهما في التوعية بمخاطرها وايضا لها دور سلبي عندما تروج لها في الاعلانات ايضا فإن للاصدقاء

قد يعجبك ايضا