هادي .. الطوق الذي نريد

خالد الصعفاني‮ ‬

 - قبل أقل من عام واحد بأيام معدودة كتبت في مثل هذه المساحة معتبرا أن فخامة رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي بمثابة طوق نجاة اتفق عليه اليمنيون والداعمون للخروج باليمن من نفق الأزمة المظلم .. وحينما مضى بنا الوقت بطيئا كانت رؤ
خالد الصعفاني‮ ‬ –
قبل أقل من عام واحد بأيام معدودة كتبت في مثل هذه المساحة معتبرا أن فخامة رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي بمثابة طوق نجاة اتفق عليه اليمنيون والداعمون للخروج باليمن من نفق الأزمة المظلم .. وحينما مضى بنا الوقت بطيئا كانت رؤية اليمنيين والداعمين للتسوية السياسية في الرئيس هادي تتحقق وتكبر أكثر من ذي قبل ..
كان الرئيس هادي “ذكيا” وهو يتعاطى بحرص مع مطالب وإيعازات من أطراف النزاع لم تخل من المكر السيئ ولا الدجل السياسي .. ظل يسمع للجميع ويتفهم حاجة كل طرف للحديث مهما كان التطرف فيه غير أنه ظل صاحب الكلمة الفصل والرأي الأخير السديد .. هذا أكسبه التقدير السياسي داخليا وخارجيا وأصبغ عليه صفة الكفاءة في إدارة السياسة اليمنية التي ظلت عصية دوما ..
وكان الرئيس هادي “حكيما” وهو يجلس في مجلس المتخاصمين الألداء جدا فأعطى للجميع ذات المساحة من الحق وكان منصفا في بقائه بعيدا ذات المسافة من كل الأطراف فرسم عدالة الموقف دون انحياز ..
كان الرئيس هادي “موفقا” وهو يلقى كل ذلك الاتفاق عليه يوم خرج اليمنيون بصوت واحد من أجله رجلا للمرحلة ورئيسا للبلد الذي عاش فترة من أعتى فترات عمره في العصر الحديث كيف لا وقد تجزأ البيت اليمني على صعيد الأسرة والحي والشارع بصورة غير مسبوقة ..
وكان الرئيس هادي “صاحب قرار” وهو يطلق القرارات الأولى المهمة بخصوص هيكلة الجيش , فطرق بذلك واحدا من أعقد الملفات الهامة والمؤسسات الحساسة بعد عقود من مضي مؤسسة الجيش بذلك البنيان المائل الذي صب لمصلحة أشخاص بعينهم ولم ينل الأمة إلا الفتات .. كانت قرارات الهيكلة وما سيليها خطوة إصلاح الجيش الأهم ..
وكان الرئيس هادي “أمينا” وهو يعلن أننا بدعم الأشقاء والأصدقاء أمام لحظة تاريخية لن تتكرر .. أكد على أهمية أن نتعاطى جميعا كمنتمين لهذا البلد بإيجابية لأنها فرصة تاريخية , كما أكد أنها لن تتكرر وهذا ما يوحي بأهمية استغلالها لأن المجتمع الدولي لن يقف عند أزمة اليمن كثيرا ..
.. وكان الرئيس هادي “حازما” وهو يعلن موعد انطلاق المؤتمر الوطني للحوار بعد جملة من المواربات والتمييعات التي لعب عليها بعض الأطراف لغايات في أنفسهم , فكان قرار التحديد بيوم الثامن عشر من مارس القادم حزما مهما ومعلومة أساسية في معادلة التسوية حيث المطلوب أن يعرف الجميع أين وكيف ومتى يبدأون وهذه هي أهم الأسئلة في التعاطي مع الأزمات أو الوقوف لحل المشكلات..
وكان الرئيس هادي “واثقا” من ذاته وهو يطرح اسمه رئيسا لمؤتمر الحوار ولم يكن ذلك إلا قناعة منه وثقة .. قطع بها على التأويليين والتدويليين خطوط الإمداد .. ومن غيره يستحق أن يرأس المؤتمر الذي ينتظره اليمنيون والمهتمون كفرصة لإزالة ما بقي من رواسب المواجهة السياسية وما علق في النفس من فجور السياسة خلال عامين قبل أن تجري الانتخابات القادمة في العام التالي ..
.. وكان الرئيس هادي “محل التقدير” الذي التقى عليه الخصوم السياسيون – على مضض – ولم يكن عام مضى من مهمته وقيادته إلا مؤشرا عمليا على استحقاق ذلك التقدير وتلك المسئولية حتى وهناك عام آخر قد يكون أصعب ينتظر رأس الأمة اليمنية في إدارته لبعض أهم تفاصيل العام الثاني للتغيير التاريخي الذي ولد يوم 21 فبراير من عام 2012م ..
أخيرا :
.. لن أزيد في جملة ما حققه فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي لكنني اكتفيت بالتأشير على أهم مراحل قيادة الرجل لليمن في الفترة الأصعب لإدارة أمور هذا البلد الذي يرفل في التحديات منذ فجر التاريخ .. أنجز الكثير من المهم ويبقى أمامه البعض من الأهم , وهو ما يستلزم منا جميعا في كافة الأطر والمستويات الدعم والوفاء , بدءا بالشعب الذي صوت لهادي من اجل اليمن وها هو يجدد ثقته برئيسه وينتظر الخطوة التالية , وانتهاء بأهل السياسة وهم يرفعون شعار “اليمن أولا” وننتظر منهم إثبات الإيمان بالشعار حتى لا يصاب اليمني بنكسة أخرى في اهتمامات السياسي مقابل ما ينفع الناس ويمكث في الأرض ..

قد يعجبك ايضا