صديقي الذي كان

جمال أحمد الظاهري

 - إلى كل المفجوعين.. والموجوعين بالغدر .. لا أسى .. ولا حسرة .. أنتم الرهان .. والبرهان وأنتم الحقيقة التي لا يجب ان تغيب وأنتم جرس المدينة المكلومة في وطن الوحشة .. في قفاره الباكية  وأوديته النازفة وجباله المتأوهة .. انتهت الحكاية وألزمتنا الفج
جمال أحمد الظاهري –
إلى كل المفجوعين.. والموجوعين بالغدر .. لا أسى .. ولا حسرة .. أنتم الرهان .. والبرهان وأنتم الحقيقة التي لا يجب ان تغيب وأنتم جرس المدينة المكلومة في وطن الوحشة .. في قفاره الباكية وأوديته النازفة وجباله المتأوهة .. انتهت الحكاية وألزمتنا الفجيعة والغدر أو الإهمال بوجوب النصرة للقيم وللفضيلة وللحياة الآمنة ونبذ المقامرة وصار لزاما أن ننجع العلة ونتقيأ الزيف المقيت.
من أجل من فارقونا .. إلى أحبتنا المخدوعين .. . حان الوقت لوقف الهدر لآدميتنا حان الوقت لنخاف على أطفالنا وعلى نسائنا ودورنا حان الوقت للبس ثوب الحياة ونزع خرق الانتماءات وطاقيات المنفعة الأنانية
إلى المغدورين .. إلى صديقي الذي كان وسيبقى قطعة من قلبي وأسيرا يسكن روحي .. لم أعد أنا ذلك الذي عهدت من قبل .. لم أعد أنا ذاك الحنون العطوف الذي كان يغزل التفاؤل من أكفان الموتى ويحتويك بكل مشاعره .. ولم أعد ذاك الذي يبدد روحه ويرخص طاقاته ..
اكتفيت من تجرع صديد القهر والاتهامات المتبادلة.. أنا اليوم المقهور عدما .. والمفجوع بغدرهم.. حين فارقتمونا وغيبكم القدر القاهر غابت أثير روحي .. وغاب مأوى حنيني وتسامحي واشتياقي للحياة .. لم أعد قادرا على ابتلاع المزيد .. ولم تكن أنت يوما شوكة في طريقهم ..
حان الوقت لنتقيأهم .. حان الوقت لتخليص هذا الجسم المنهك من نفايات الطريق .. ليس لهم ولن يكون لهم يوما في سجلاتنا في تاريخنا ذرة من بريق .. سأنساهم وسينساهم الشجر وتلعنهم كلابنا قبل أطفالنا وسيلعنهم تراب رفاتهم ولحد قبورهم .. وسأنسى أنهم كانوا هنا وستنساهم زواياهم المظلمة ومخافر ذئابهم المسعورة إلا من العبرة ومن سوء المصير.
صديقي الذي كان يسكنني واسكنه .. ماذا عن خيوطك العنكبوتية التي نسجتها في ذاكرتي صارت اليوم سلاسل تقيد تفكيري ومقالبك الصبيانية وامتحانك لإخلاصي ووفائي الذي لا مفر منه حتى بعد مغادرتك لواقعنا الحزين.. صارت قوتي اليومي ومحفزي لرفض هذا الواقع المر ..
كيف تسرب زمننا في ملهاتهم .. كيف لم نع أننا مجرد بيادق على طاولة قمار أين زمننا الذي كان يطوينا بأيامه الجميلة .. بحلوها ومرها .. وذكرياتها السعيدة والأليمة لماذا نهشتها مخالب الخونة .. وما ذنب ذاك الرضيع .. لماذا لمااااااذا لا يرى رفيقي وزميلي وابن أمي وأبي سوءاتهم .. متى سننكرهم ومتى سنشعر بوخز أشواكهم ونسمع طرقات أزاميلهم التي لا ترحم جنينا.. في ذمت الله أحبتي وإلى لقاء قريب.

قد يعجبك ايضا