لا أثر للملح في طرقنا !!

عبد الرحمن بجا ش

 - في كل بلاد الدنيا حين يختار الناس الطرق البرية للسفر بين المدن فلهدف واحد (الاستمتاع) بكل ما يصادفونه وتبقى كل مفردة ذكرى وأي ذكرى !!! وانظر فعبد الالاه بلقزيز حين طلب منه أن يكتب زاوية يومية لجريدة المستقلة التي حولها
عبد الرحمن بجا ش –

في كل بلاد الدنيا حين يختار الناس الطرق البرية للسفر بين المدن فلهدف واحد (الاستمتاع) بكل ما يصادفونه وتبقى كل مفردة ذكرى وأي ذكرى !!! وانظر فعبد الالاه بلقزيز حين طلب منه أن يكتب زاوية يومية لجريدة المستقلة التي حولها الهاشمي الحميدي إلى قناة المستقلة اختار لعموده اسم دائم اعتبره البعض غريبا, لكنه كان قد شرح السبب في العدد الأول, الاسم (ملح الحياة), وحكاية الاسم أرويها بطريقتي نقلا عنه: سافر بلقزيز من العاصمة تونس وصديق حميم متوجهين إلى مدينة الحمامات, وفي منتصف الطريق (بنشر) التائر, فركن جانبا ونزل وصديقه الذي فتح (الخانة) يبحث عن (الاستيبني) فلم يجد له أثرا, وبحث عن ( دنقلص) فلم يجد!!, فنظر إليه صديقه فلم ير للانزعاج أي أثر على وجهه!! فانتظرا إلى أن قيض الله لهما سيارة وقفت ليعيرهما ما طلبا منه, وتخيل أن يظل ينتظر إلى أن ذهبا بالإطار إلى أقرب مكان ويعود بلقزيز يعيده إلى مكانه ويشكر صاحب السيارة وينطلقا من جديد, في الأثناء كان صديقه يطيل النظر إليه فلا يجد غير الهدوء والسكينة يجللان وجهه!!, وفي الطريق بعد صمت وغيض الصديق سأله: لماذا¿ ابتسم وبهدوء: تخيل لو كان كل شيء موجود وجاهز فلن نتذكر ما حدث أبدا هذا هو ملح الحياة يا صديقي, وبالفعل قال بلقزيز كلما التقينا ضحكنا وتذكرنا تلك الحادثة التي هي وأخريات من نوعها يظلين (ملح الحياة), ولأن الحادثة ظلت في ذهنه فقد أسمى زاويته كذلك . في الطرق بين مدن بلادنا من مثل ذلك الكثير ولكن على الوجه الآخر, إذ لا يظل في ذهنك سوى السيئات, فلا فنادق صغيرة تذكرك برحلتك, ولا شرفات مطلة على جبال حراز الجميلة صيفا, وإذا فكرت أن تقف وتستريح مع أسرتك فلا تدري أين تقف لضيق الطريق, ما يعني انك ستظل تخاصم كل أصدقائك إذا وقفتما, لكن بلقزيز ورفيقه كان حولهما من الجمال ما عين رأت لدينا !!, وإذا استعرضت المحال التي تمر عليها منذ أن تترك مدخل العاصمة الغربي فلا شيء يعلق في ذهنك سوى أسواق بائسة, لا مطعم نظيف, ولا بنسيون تأوي إليه إذا تأخرت, وسلاح أمام محال القات تذكرك بالغرب الأمريكي أيام الكابوي!! فينقصنا الخيول فقط!!, كل ذلك يجعلك تفكر ألف مرة حين تسافر بين مدننا وان كان هنا ما يخفف عنك البحر وطيبة تهامة وآيسكريم عدن.

قد يعجبك ايضا